ماتخافش..ماتخافش

أبونا/ د.ر - ببلاد المهجر - يقول:

فى شهر يوليو 1983 حينما كنت فى إنجلترا للحصول على درجة الدكتوراه وذلك قبل سيامتى كاهنا كانت زوجتى حامل فى الشهر السادس لطفلنا الثانى وحدث أن أصيبت بنزيف شديد نُقلت على أثره الى المستشفى ولم تفلح معها العلاجات الكثيرة وظلت على هذة الحالة لمدة أربعة أسابيع على الرغم من بقاءها بالمستشفى وفى نهاية شهر يوليو بدأت أجزاء من الجنين تنزل مع النزيف مما أضطر الأطباء لإجراء كونسولتو وكان قرارهم بأن الجنين فقد أجزاء كبيرة من جسده وإذا ما تمت الولادة سيكون الطفل معوق وحالته ميئوس منها فلذا المطلوب منا أنا وزوجتى أن نقرر إما الإبقاء على الجنين والذى سيكون طفلا معوقا أو الموافقة على إجراء عملية إجهاض للتخلص منه وكان لوقع هذا الخبر أثر سيىء جدا على نفسيتى إذ إننى كنت أمر بظروف صعبة وقاسية للغاية فقد كان لابد أن أنتهى من إعداد رسالة الدكتوراه فى هذة الفترة وحيث إننا بالغربة وبدون معارف وزوجتى بالمستشفى منذ خمسة أسابيع وبذا أصبحت أنا المسئول عن رعاية وتلبية إحتياجات إبنتى الصغيرة إيرينى وعلاوة على كل ذلك سيكون طفلى الثانى معوق إذا لم أوافق على التخلص منه وفى مساء ذات اليوم عدت للمنزل ومعى إبنتى الصغيرة والتى غلبها النعاس أما أنا فأخذت أقرأ فى كتب معجزات البابا كيرلس وأبكى بكاء شديدا وأطلب شفاعته بحرارة وظللت على هذة الحالة حتى الساعات الأولى من اليوم التالى وغالبنى النعاس ورأيت أثناء نومى نورا شديدا أبيض ويملأ أرجاء الغرفة وإذا بثلاث مراكب بها شخص يشبه مارمينا وعليهم شعار الهلب وهو علامة الميناء والخلاص ومكتوب على كل منهم "سلام..سلام..سلام" ورأيت البابا كيرلس يرتدى ملابسه الكهنوتية البيضاء وبلحيته الطويلة البيضاء وبيهيبته العظيمة وجسمه النورانى كالملائكة وتقدم نحوى وجلس بجوارى على السرير وأخذ يهز رأسه ويقول لى "ماتخافش..ماتخافش" وأثناء ذلك شعرت بأن وجع قلبى الذى كان يؤلمنى ويؤرقنى أصبح فى يد قداسته وكأنه يضمده وإستمر على هذا الحال لمدة طويلة كأن قداسته يواسينى أما أنا فكنت أبكى بشدة وعندما إستيقظت من نومى كنت مستبشرا خيرا بما رأيت وعند وصولى للمستشفى وجدت أن زوجتى بغرفة الولادة حيث إن علامات الولادة قد أتتها وإذ بالأطباء يسألوننى "هل تريد الجنين المعوق؟! أم نتخلص منه؟!!! فكانت إجابتى وأنا مستبشر خيرا "أريد الطفل المولود..وحسبما يريد اللـه" وبالفعل تمت الولادة وجاء الطفل سليم وكامل ولاينقصه شىء على عكس ماقرره الأطباء مما أثار دهشتهم وعجبهم حتى أن الأطباء قاموا بمراجعة الأشعات والتقارير للتأكد من أنها لزوجتى ولهذا الحمل نفسه ووضعوا الطفل فى الحضانة لأنه مولود قبل موعده ولكن بعد ساعتين أعادوه لنا إذ أنهم وجدوا أن الطفل طبيعى جدا وسليم ولا يحتاج لبقائه بالحضانة وتأكيدا لأن ماحدث كان بشفاعة البابا كيرلس فكانت أسئلة الدهشة وعلامات التعجب على أفواه الأطباء وقرروا بأنهم لم يروا مثل هذة الحالة من قبل أما أنا فكنت متأكدا من أن مراحم اللـه الواسعة قد أرسلت لنا القديسين ليكونوا البلسم لجراحتنا وسمينا طفلنا "كيرلس" ليظل ذكر إسمه يذكرنا بمراحم اللـه علينا ولتشملنا بركات القديسين

ملحوظة: أتصلنا بقدس أبونا خلال شهر يناير 2004 وعلمنا من قداسته أن "كيرلس" والحمد للـه يتمتع بصحة جيدة وهو الأن بالفرقة الثالثة من دراسته الجامعية

بركة صلوات القديسة العذراء مريم والبابا كيرلس والشهيد مارمينا والشهيد العظيم مارجرجس وجميع مصاف قديسية تكون معانا امين


وليرفع رب الجنود شأن المسيحين فى العالم كله