شاب عفيف
"لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر والجهاد الموضوع أمامنا". (عب 12 : 1)
كان يوجد شاب غض فى عهد الملك ديسيوس لم يرد أن يبخر للأوثان ، فأخذ الملك يعذبه كثيرا دون أن تفتر همته ، فعرضت إحدى الشريرات على الملك أن تتولى أمر تعذيبه وتعهدت بأن تقوى على ثباته وتدعه يقرب للأوثان فأذن لها به. فطلبت منه أن يرسل الشاب الى البستان وينصب له سريرا مفروشا بالحرير بين الورد والرياحين وتحيط به جداول المياه. ثم أمرت بربط يدى الشاب ورجليه ووسطه بمناديل من حرير واندفعت عليه بغير حياء تريد أن تداعبه لكى تجذبه الى الخطية ، أما هو فكان ينظر اليها بكل إباء وجفاء ، ولكنها استمرت فى محاولتها بقوة حتى ضاقت به المسالك ولم يجد طريقا للتخلص من الوقوع فى المهالك.
حينئذ اتقدت نار الوصية فى قلبه وحملته أن يهلك عضوا واحدا من جسده ولا يترك جسمه كله ونفسه للهلاك الأبدى ، فقرض لسانه وبصقه فى وجه تلك المرآة الشريرة بدماء كثيرة ، وللحال وقع الرعب فى قلبها وارتعدت من رجل الله القديس متفكره انه مجنون ، وسرعان ما هربت بخوف عظيم تجر أذيال الفضيحة .
أما هو فتشدد بقوة الله ، وبدأ يحاول التخلص من تلك القيود وانحل منها وشكر الله كثيرا الذى نجاه من هذه التجربة القاسية.
بركة صلاته فلتكن معنا آمين.