قد تكون بحياتك الكثير من التعاملات القاسية بحسب الظاهر، ولكن كلألم أو قلق تمر به لابد أن يكون لخيرك. آمن بهذا لتسعد وتفرح. حين تتداخل الأحداث وتتشابك، يظن الإنسان أن الله لا يعمل، وأنه نسى الإنسان "وقالت صهيون قد تركنى الرب وسيدي نسيني" (إش 49: 14) وكثيراً ما يتهم الإنسان الله بأنه صامت "يا ربلماذا تقف بعيداً ولماذا تختفي في أزمنة الضيق" (مز 10: 1).
وكثيراً ما يبدو الله وكأنه لا يفعل شيئاً، ولعل هذا ما رأيناه عند الصليب "إن كنت ملك اليهود فخلص نفسك" (لو 23: 27). ولكن الله يعمل خلف الأحداث، وكثيراً ما يكون الله في قمة العمل حيث تراه لا يعمل شيئاً.
إن الأحداث اليومية مهما كانت مقلقة هي المادة الخام،أي ظروف أخرى لن تستطيع أن تنجح الخطة التي رسمها الله على نحو أفضل من ظروفك الحالية. خذ حذرك، فحينما تظن أن الله صامت قد تميل أن تأخذ الأمور بيديك وترسم لنفسك خطة لحياتك بدلاً من الثقة في الله، ولكن آمن بحبه وانتظر إتمام عمله "إنمالله انتظري يا نفسي" (مز 62: 5)
فأحداث الحياة التي سبق الله ورسمها لك لاتأتي إلا مترابطة ومتناغمة، فالدواء يتألف من عدة عقاقير واللوحة الجميلة تتألف منعدة ألوان، فإذا أخذنا أي وحدة من أحداث الحياة منفصلة عن الأخرى لا تظهر أنهاللخير، ولكن إذ تؤخذ مجتمعة وممتزجة لا تنتج إلا الخير. إن النفس الواثقة هي التيتنظر لترى حكمة الله وتدبيره في ملء الزمان.
إن الله مثل الرسام الماهر الذي يمزج ألواناً لا تظهر للناظر العادي أنها تصلح لإتمام الغاية التي خلطت من أجله، ولكن ماأن ينتهي الرسام من عملية المزج إلا وتظهر اللوحة الجميلة بكل ما فيها من تناغموألوان قاتمة كانت أو لامعة. نعم فكل الأشياء تعمل معاً للخير، فلا يوجد شئ خارج عن سلطان الله، فالله يسمح للشر أن يحدث لأنه يحقق قصداً لم يكن ممكناً تحقيقه بدون هذا الشر، قد تقر بأن الحياة ككل تحت سيطرة الله وعنايته لكنك قد تتردد بأن تعتقدبأن كل جزء من الحياة مهما صغر فهو موضوع لاهتمام الله وحبه، فكيف يمكن أن تؤول للخير أشياء مثل الحزن والمرض والألم والفشل، لكن الله أكد هذا "فالعصفور لا يقع على الأرض بدون علم الآب وإذنه" (مت 10: 29).. "وشعرة من رأسك التي يصنع منها الله خطة حياتك وأريدك أن تؤمن أن لا تسقط إلا بأمره" (لو 21: 1
ليس هناك مايسمى خطأ أو صدفة، فكل ما يحدث بسماح منه وبناء على خطة هو رسمها لخيرك لإتمام مقاصده الحكيمة
يارب لست ادرى ما تحمله لى الايام لكن سيدى الحبيب يكفينى شيئا واحد ثقتى انك معى تعتنى بى وتحارب عنى
اذكرونى فى صلواتكم