ماريو كيرلس بشرى عضو فعال
عدد المساهمات : 132 تاريخ التسجيل : 08/02/2011
| موضوع: الإشفاق على المخطئين الأربعاء مارس 09, 2011 7:17 pm | |
| الإشفاق على المخطئين قداسه البابا شنوده الثالث
قال مار اسحق "الذي ينوح على نفسه، ليس يعرف سقطات غيره، ولا يلوم أحداً على إساءة".
إنْ تاب إنسان، ففى شعوره بالانسحاق وعدم الاستحقاق، لا يفكر مطلقاً في خطايا غيره، ولا يدين أحداً، إذ هو نفسه واقع تحت الدينونة بسبب خطاياه. وكما قال السيد للذين أرادوا رجم المرأة الخاطئة "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ" (يو 7:8).
حقاً إنَّ المشغول بإخراج الخشبة التي في عينه، لا يستطيع أنْ يدين القذى الذي في عين أخيه (متى 5:7). وكلما يأتيه فكر إدانة لأحد، يقول لنفسه: أنا سقطت في كذا وكذا. وهذا الإنسان أبرّ منى، لأنَّ خطاياى أكثر منه بكثير..
إنَّ الانسحاق ينزع من قلب التائب كل قسوة، ويعطيه رحمة على كل أحد مهما أخطأ..
وتذكره لخطاياه يجعله يشفق على المخطئين ولا يدينهم، بل يبكى لأجلهم كما كان يفعل القديس يوحنا القصير في اتضاع قلبه. إذ كان حينما يرى أحداً في خطية يبكى ويقول: إنْ كان الشيطان قد أسقط أخى اليوم، فقد يُسقطنى غداً. وقد يفسح الرب لأخى فيتوب. وربما أسقط أنا ولا أتوب.. (ويبكى).
ما أروع الكلمات التي قالها في ذلك بولس الرسول:
"اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ.." (عب 3:13).
"وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً فِي الْجَسَدِ".
إنَّ الذي لم يخطئ، قد يدين الخطاة بنزعة من الكبرياء. أمَّا الذي أخطأ، وجرب ضعف الطبيعة البشرية، فإنَّه يشفق عليهم.
ولنا مثال واضح في سيرة القديس موسى الأسود.
هذا الذي لما دُعى إلى مجمع رهبانى لإدانة أخ أخطأ، ذهب إلى هناك وهو يحمل خلفه زنبيلاً مثقوباً مملوءاً بالرمل. فلما سألوه عن هذا، أجاب: هذه خطاياى وراء ظهرى تجرى وأنا لا أبصرها. وقد جئت إلى ههنا لأدين أخى..
التائب لا يذكر خطايا غيره، حتى لو كانت ضده.
ذكر القديس الأب أموس أنَّه من علامات التوبة "الصفح عن خطايا القريب، وترك دينونة الآخرين، وتمسكن القلب".
ويقول مار اسحق "إنَّ التائب يكون له صبر كامل على الإهانة والملامة". ويقول القديس العظيم الأنبا أنطونيوس "إذا لامك أحد من الخارج، عليك أن تلوم نفسك من الداخل. فيكون هناك توازن بين خارجك وداخلك"..
التائب يغفر لغيره، كما غفر الرب له.
أو كى يغفر الرب له، حسب قوله الإلهى "اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ" (لو 37:6). ولما علمنا الرب الصلاة الربية، لم يُعلق إلاَّ على طلبة واحدة منها وهى الخاصة بطلب المغفرة، فقال "فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلاَّتِكُمْ" (متى 15،14:6). ولتكن هذه المغفرة في حب، تتفق مع وصية "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ" (لو 27:6). وتتفق مع حياة الاتضاع اللائقة التوبة. | |
|