عمى الالوان
فنان شهير زاره ذات يوم في مرسمه ِ صديق عزيز لديه فدار بينهما هذا الحوار : قال الصديق : ما هذه القطعة المعلقة على الحامل والتي ارى كل منها ذا لون مختلف وجميل ؟ اجابه الفنان هل تصدّقني انها احجار كريمة نقية غالية الثمن . اجابه الصديق : أتضع المجوهرات على حامل واحد مع ادوات الرسم والالوان ؟ اجابه الفنان : ليس في هذا ما يدعو الى العجب وسأشرح لك الأمر ، كما تعلم فان مواد الالوان تتأثر وتبهت تدريجيا ً مع الوقت لذا فمن السهل ان لا اكتشف هذا مع استمرار تعاملي معها ، لهذا وضعت امامي هذه الاحجار الثمينة لكي اكون دائم النظر الى الوانها الاصلية الثابتة التي لا يمكن ان تتغير ، انني انظر اليها دائما ً حتى تتعود عيناي على الوانها فلا تُخدع بغيرهم .
كلنا محتاجون مثل هذا الفنان الحكيم أن نحمي عيوننا ، نحن نتعامل باستمرار مع الناس وبالطبع ليسوا كلهم اشخاصا ً مؤمنين حقيقيين ، اننا في خطر ان يتغير تدريجيا ً تقديرنا للامور فلا نعود نرى الاسود أسودا ً والابيض أبيضا ً ، لا نعود نرى الخطأ والصواب كما تكلم عنهما الكتاب المقدس بل كما يراهم العالم . تأمل معي هذه الأمثلة : العالم يسمي الحيل البشرية الماكرة حكمة مطلوبة ويرى في اختلاق القصص الوهمية للنجاة من المواقف المحرجة كذبا ً أبيضا ً لا ضرر منه وينظر الى الميل العاطفي الخالي من تقدير المسؤولية على انه نوع من الحب ويشجع الذهاب الى اماكن اللهو والرقص وشرب الخمر والمسكر باعتبارها تسلية بريئة او مجاملة تفرضها المحبة او مناسبات خاصة . لا ، ليس الابيض الذي بحسب رؤية العالم ابيضا ً نقيا ً ونحن بالفعل في خطر من التأثر برؤيته فلا زلنا نعيش في العالم ، فلنفعل مثل هذا الفنان ولننظر دائما ً الى اللون الابيض النقي الذي لا يتغير أبدا ً ، للنظر الى الرب يسوع ، لننظر اليه ونحن نقرأ في كتابه او ونحن نستمع الى عظات من خدامه ولنرفع القلب اليه بين الحين والآخر ، لننظر اليه ، سيخبأ كلماته في قلوبنا وسينير بها أذهاننا ، وهكذا بالكلمة نرى الامور دائما ً كما يراها هو ولن يقدر العالم ان يؤثر على عيوننا ولن نصاب بعمى الالوان ولن نُخدع .