س: لماذا لا تتوحد الطوائف المسيحية العديدة؟ ج: لقد بدأت دعوة المسيح, وبعد ذلك حمل الرسالة تلاميذه ورسله القديسون. وانتشرت المسيحية في كل العالم المعروف في ذلك الوقت, وكانت الدعوة في أورشليم بين اليهود, ثم انتشرت بين الأمم في الدولة الرومانية. ونشأ خلاف بين المؤمنين من أصل يهودي, والذين من الأمم أي الذين من أصل غير يهودي, ورغم ذلك لم تتوقف الرسالة ولم يحدث اتحاد كامل أو وحدة كاملة بين اليهود والأمم.
وفي القرون التالية, ونتيجة لتدخل السياسة انقسمت الكنيسة إلى شرقية وغربية, وفي القرن السادس عشر بدأ عصر الإصلاح, وظهور المذهب البروتستانتي (نتيجة لحيادان بعض قيادات الكنيسة - في ذلك الوقت - عن الطريق الصحيح) ورغم كل ذلك مازالت رسالة المسيحية تنتشر في كل العالم. فوجود طوائف مختلفة, أمر سمح به الله, فوجود الاختلاف والتنافس, يؤدي إلى إثراء الفكر المسيحي في الطريق القويم، كما يؤدي إلى انتشار رسالة الإنجيل بأكثر قوة.
والمطلوب ليس أن تتوحد الطوائف المسيحية - لأن هذا يبدو صعباً في الوقت الحالي - بل أن تحترم بعضها بعضاً, وتتعاون مع بعضها لأننا أعضاء في جسد المسيح الواحد أي الكنيسة أي جماعة المؤمنين, وكل عضو مكمل للعضو الآخر في جسد المسيح, وكل من يفعل البر في كل طائفة مقبول عنده. وسوف يأتي اليوم الذي فيه نقف أمام الله ليعطي كل واحد حساب وكالته (بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي إليها). وربما في ظل النظام العالمي الحديث, والعولمة, يؤدي هذا إلى اتحادات بين الكنائس التي تتشابه عقائدها, وقد حدث ذلك بالفعل.
ولا ننس صلاة المسيح في الإنجيل كما دونه يوحنا 17 : 11 "... أيها الآب القدوس احفظ في اسمك الذين وهبتهم لي ليكونوا واحدا, كما نحن واحد". فالجميع واحد في الفكر, في الروح, في الإيمان, في المحبة… رغم تعدد الطوائف.
وكما تعلمين أن بكل الأديان الأخرى طوائف ومذاهب عديدة, وتوجد خلافات واختلافات جوهرية بين الكثير منها في الملة الواحدة أو الدين الواحد. أما الاختلافات بين الطوائف المسيحية فهي قد تتعلق في الغالب ببعض الطقوس والممارسات, مع إجماع كل المسيحيين في كل العالم على جوهر الإيمان المسيحي الواحد
موضوع: لماذا لا تتوحد الطوائف المسيحيه؟؟ 
