اولاد الملك
تاملات فى صلاه الشكر 776401
نورت منتدى اولاد الملك
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
اولاد الملك
تاملات فى صلاه الشكر 776401
نورت منتدى اولاد الملك
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
اولاد الملك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاملات فى صلاه الشكر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مينا ماهر نبيه
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 81
تاريخ التسجيل : 20/11/2009

تاملات فى صلاه الشكر Empty
مُساهمةموضوع: تاملات فى صلاه الشكر   تاملات فى صلاه الشكر Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2009 8:32 pm

فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الله أبا ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح . لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه وشفق علينا . وعضدنا وأتي بنا إلى هذه الساعة . هو أيضاً فلنسأله أن يحفظنا في هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنا بكل سلام . الضابط الكل الرب إلهنا .
أيها السيد الرب الإله ضابط الكل أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، نشكرك على كل حال ، ومن أجل كل كال وفي كل حال ، لأنك سترتنا ، وأعنتنا ، وحفظتنا ، وقبلتنا إليك ، وأشفقت علينا ، وعضدتنا ، وأتيت بنا إلى هذه الساعة . من أجل هذا نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر ، امنحنا أن نكمل هذه اليوم المقدس وكل أيام حياتنا بكل سلام مع خوفك . كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان ومؤامرة الناس الأشرار ، وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين . انزعها عنا وعن سائر شعبك وعن موضعك المقدس هذا . أما الصالحات والنافعات فارزقنا إياها ، لأنك أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو . ولا تدخلنا في تجربة . لكن نجنا من الشرير . بالنعمة والرأفات ومحبه البشر التى لابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . هذا الذي من قبله المجد والإكرام والعز والسجود تليق بك معه مع الروح القدس المحيى المساوي لك الآن وكل أوان .





إننا نبدأ صلواتنا بالشكر ، لأن إحسانات الله علينا في الماضي كثيرة جداً . قبل أن نطلب جديداً ينبغي أن نشكر الله على إحساناته السابقة . وكما قال ماراسحق " ليست موهبة بلا زيادة ، إلا التي بلا شكر " .
والله ليس محتاجاً إلى شكرنا ، ولكننا نحن المحتاجون أن نشكر الله . كلما نشكر الله نتذكر إحسانات الله . وكلما نتذكر إحساناته ، نشعر ونتأكد من حبة قلبه لنا . وكلما نتأكد من محبته ، تزيد الصلة بيننا وبينه . وهكذا نستفيد .
كما أن شكر الله وتذكر إحساناته يشجعنا أن نعيش في الرجاء . ونقول أن الذي حافظ علينا في الماضي . يحافظ الآن والذي ستر في الماضي ، يستر الآن . على رأي كاهن عجوز في الصعيد كان دائماً يصلي ويقول : " اللي قضي مضي يقضي ما بقي " . أي إن الذي ساعدنا على أن نقضي ما مضي من أيامنا ، يجعلنا نقضي ما بقي منها . فنحن نحاول أن نتذكر إحسانات الله إلينا ، لكي يكون لنا رجاء في المستقبل .
داود النبي كان باستمرار يذكر إحسانات الله إليه .
ليتكلم تحفظون المزمور 103 " باركي يا نفسي الرب ، وكل ما في باطني يبارك أسمه القدوس ، باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته ... " فهو يطلب أن تبارك الرب فليبارك الله من أعماق قلبه ، من داخله قائلاً " كل ما في باطني فليبارك إسمه القدوس " .
إننا نبدأ صلواتنا بالشكر ، وليس بالطلب ، لئلا يظن أنه لولا الطلب ما كنا نصلي ! أو أن صلواتنا صلاة منفعة ! لكننا نقول له قبل أن نطلب منه شيئاً : إننا مغمورون يارب بأحساناتك . فضلك علينا كثير . حتى إن كنت لا تعطينا الآن شيئاً ، يكفي ما مضي من إحساناتك علينا . إنها تكفي .
ونحن نشكر الله في شعور بعدم الاستحقاق . الشخص المنسحق النفس ، هو الذي يستطيع أن يشكر . لماذا ؟ لأن الإنسان المتكبر ، يظن في الخير المحيط به أنه هو أهل له ، وأنه يستحق نتيجة أعماله ، ونتيجة لجهاده . وقد ينسب كل الخير المحيط به إلى نفسه .
إذا نجح في إمتحان يقول : أنا ذاكرت هذه السنة وتعبت وإن كان في صحة ، ينسبها إلى عنايته بنفسه . وإن كان غنياً ، يقول حسن أنني اكافح في الحياة ، لذلك أتمتع بتعب يدي ، إنه ينسب الخير كله إلى نفسه .
أما المنسحق القلب ، فيشعر أنه لا يستحق شيئاً ، القليل الذي معه ، يشكر عليه كثيراً جداً . يقول له : يارب أنا لا أستحق كل هذا ! تخجلني نعمتك ومحبتك ، وإحساناتك . فلو عاملتني حسب استحقاقي ، لكنت أشابه الهابطين في الجب .
إن الذي يستطيع حقاً أن يشكر هو الإنسان المنسحق .
هناك أشخاص حياتهم كلها تذمر ، حياتهم كلها تضجر .
مهما أعطاهم الله ، لا يشكرون ، ومهما أخذوا ، لا يباركون الرب . باستمرار في تضجر وتذمر . لاحظوا أن أبوينا الأولين كان عندهم خيرات الجنة كلها . ومع ذلك لم يكتفيا واشتهيا الشجرة الباقية
فالشكر ينشأ داخل القلب . على رأي ماراسحق " الذي لا يشكر على درهم واحد ، كاذب هو إن قال إنه يشكر على ألف دينار " . الشخص الذي لا يشكر على القليل لا يمكن أن يشكر على الكثير ، لأن عنصر الشكر غير موجود في قلبه .
حياة الشكر هي حياة رضا . إنسان قلبه راض ومستريح على الوضع الذي هو فيه . يقول له يارب أشكرك . مجرد بقائي كما أنا ، مجرد أني سائر على قدمي ، إنما هو نعمة عظيمة من عندك .
إن كنا لا نشكر ، فذلك لأننا لا نري ! لا نبصر إحسانات الله ! لأن عيوننا ترفض أن تبصر . لو كنا نري ما يحيط بنا نعم لكانت حياتنا كلها لا تكفي للشكر . فعلي الأقل وكل صلاة من صلواتنا نبدأها بالشكر . نشكر ربنا الذي خلقنا وأوقفنا قدامه . وأعطانا فرصة لكي نصلي ، وقلباً منتفخاً للصلاة ، وجعلنا مستحقين أن نرفع أيدينا إلى فوق .
ماذا نقول في صلاة الشكر ؟ نقول :



سبب الشكر هو أن الله صانع الخيرات ، الذي لا يؤمن أن الله صانع الخيرات ، لا يمكن . يلزمنا – لكي نعيش في حياة الشكر – أن نؤمن أن الله صانع الخيرات .
الله دائماً يعمل خيراً ، لا يستطيع أن يعمل ، ولا يعرف أن يعمل إلا الخير . كل ما يعمله خير . " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الرب " ( رو8 : 28 ) السالك في محبة الله يري كل ما يحدث له خيراً .
فلنشكر صانع الخيرات ... نحن نشكر الله دائماً يصنع خيراً . صنع خيراً معنا في القديم ، ومازال يصنع معنا خيراً ، وسيصنع معنا خيراً في المستقبل . يصنع معنا الخير ونحن في برنا ، ونحن أيضاً في خطيتنا ، في دنسنا ووحلنا وقذارتنا . الخير الذي فيه لا يتوقف على بر فينا . هو يصنع الخير من أجل طيبته وحنانه وبره وصلاحه ، وليس من أجل استحقاقنا أو من أجل برنا .
والخير الذي يعمله الله هو خير في ذاته ، حتى لو كان يبدو لنا متعباً . أولاد الله يقبلون كل شئ من يده كخير ، مهما يبدو ذلك متعباً في ظاهرة .
مريض يذهب إلى الطبيب فيعطيه دواء حلو المذاق ، يشربه ويقول إنه خير . وحتى إن أعطي له دواء مر الطعم ، يشربه ويقول هذا أيضاً خير . لا يهم إن كان الدواء حلواً أو مراً . المهم أنه مادام من يد الطبيب ، فلابد أن يكون خيراً .
نحن نشكر الله لأنه لا يصنع إلا الخير . فالشر دخيل على العالم . عندما خلق الله المسكونة كلها ، " نظر إلى كل ما فعله وصنعه ، فإذا هو حسن جداً " ( تك1 : 31 ) قد ينظر أناس إلى بعض مخلوقات الله على اعتبار أنها ضارة أو متعبه ! وهو لا يعرف الخير الذي فيها . كل شئ صنعه الله له خير معين ، ادركناه أو لم ندركه .
قرأت منذ سنوات طويلة بحثاً للقديس جيروم عن فوائد الحشرات والحشائش التي تبدو لنا ضارة . لأن إنساناً سأله :
" مادام الله يحب الخير ، فلماذا خلق الخنافس والصراصير والعقارب والثعابين والأعشاب المرة " فكتب له بحثاً عجيباً عن فوائد هذه الأمور ، وشرح بعض فوائدها من النواحي الطبيعة ، فتعجب أنه يوجد على بهذا الشكل في زمن جيروم في أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس ! فعلي الأقل في أيامنا هذه ، لابد أن نعرف أكثر ...
لو حاول كل إنسان أن يبحث عن الخير الموجود في أعمال الله . لكان يستريح . ففي كل مشكلة تصادفه يسأل نفسه : ما هو الخير الذي فيها ؟ ولماذا سمح الله بها ؟ أليس بسبب الفائدة ؟ طبعاً ، هناك فائدة عرفناها أو لم نعرفها ...
حتى الناس الأشرار الذين يبعثهم الله إلى طريقك ، فيهم خير وفائدة . ربما يعطونك فضيلة معينة ... الشخص الفاضل يعطيك قدوة صالحة . والشخص الشرير يعطيك فضيلة الاحتمال ، فضيلة محبة المسيئين والأعداء ، يعطيك فضيلة سعة الصدر ، لا أحد في الدنيا ليست وراءه فضيلة ... الأب العطوف يعطيك حناناً ، والأب القاسي يعطيك تربية وحزماً ويخرجك إلى الحياة متيبناً غير مدلل ...
فلنشكر صانع الخيرات ... الله يصنع خيراً . حتى لو فعل الناس بنا شراً ، فإن الله يحول الشر إلى خير . لأن الله رحوم .






الرحمة صفة من صفات الله التي تجعله يشفق على الإنسان ويحسن إليه . والرحمة طبع فيه . لا تظن أن الله يحسن إليك كمجرد مكافأة على عملك . إنه يحسن إليك لأنه رحوم حنون ، قلبه طيب ... طبيعته هكذا ...





" فلنكشر صانع الخيرات الرحوم الله " . حينما تذكر ، اذكر أيضاً أن المفروض فيك أنك صورة الله ومثالة ، فالله خلقنا على صورته . إن كان صانع خيرات ، مفروض فينا أن نكون مثله ، كل واحد فينا صانع خيرات . إن كان الله رحوماً مفروض فينا أن نكون نحن أيضاً رحومين ، لأننا نحن أولاد الله ، ولابد أن نشبه أبانا السماوي ..
اسأل نفسك أثناء الصلاة هل أنا يارب على صورتك ومثالك ؟ وهل أنا مثلك اصنع الخير باستمرار ؟
أنت تصنع الخير مع كل أحد . تشرق على الأشرار والأبرار ، وتمطر على الصالحين والطالحين . وتشبع كل حي من رضاك . فهل أنا أيضاً أصنع خيراً مع الحبيب والعدو والصالح والشرير . أم أنني في صنع الخير ، أتأثر بمعاملات الناس وطباعهم ؟!
كلمة لطيفة قيلت عن السيد المسيح ، ليت كل منا يضعها أمامه كشعار له . قيل إنه " كان يجول يصنع خيراً " ( أع10 : 38 ) . يعمل خيراً مع كل أحد . أنا أتصور أن كل إنسان عاشر المسيح ، لابد أن يكون نال منه خيراً . حتى الذين هلكوا في خطاياهم ربما حياتهم كانت ستؤول إلى أسوأ ، لولا أنهم رأوا المسيح .
بيلاطس البنطي رأي المسيح في يوم ، في جزء من يوم . ومع ذلك تأثر به تأثيراً عجيباً . وارتعش أمامه وهو الوالي . وخاف وبذل كل المحاولات التى يستطيع جبنه أن يبذلها ، لكي ينقذ المسيح . وغسل يديه وقال لست أدري علة في هذا البار !!
المسيح حتى ساعة صلبه صنع خيراً وهو مسمر على الصليب : صنع خيراً مع اللص اليمين فوعده بالفردوس . وصنع خيراً بيوحنا ، فأعطاه بركة وجود العذراء في بيته . وصنع خيراً بالبشرية كلها ففداها .. صنع خيراً بقائد المائة ، الشخص الذي ضربه بالحربة ، فآمن به بعد صلبه ... صنع خيراً بكل أحد . المسيح كان يجول يصنع خيراً . وأنت يا أخي . هل تجول تصنع خيراً ؟ الحياة المسيحية ليست حياة سلبية . أعني أنه لا يكفي أن تقول أنا اليوم لم أعمل خطية ... هذا من الناحية السلبية . إنما من الناحية الإيجابية إسال نفسك ما هو الخير الذي فعلته في هذا النهار ؟ ما هو الخير الذي فعلته مع كل إنسان قابلني ؟
مفروض أن كل إنسان يقابلك ، تعمل معه خيراً . ليس المطلوب منك أنك تبحث ما هي الخيرات التي أخذتها أنت ؟ بل تسأل ما هي الخيرات التي أعطيتها لغيرك ؟
فلان قابلني . ما هي المنفعة التي أعطيتها له ؟ هل تحدثت معه حتى مل من حديثي ؟ أم أعثرته بكلام عن سيرة الناس ؟ فلان قعدت معه . وفضلت أمسك سيرة وملأت أذنيه بالخطايا . ما هو الخير الذي عملاته مع كل أحد ؟ هناك إنسان تعطيه كلمة منفعة ، وإنسان تعطية قدوة صالحة . وإنسان تعطية بركة – مساعدة – ابتسامة – كلمة حلوة – محبة – معونة في أي شئ – تنقذه من مشكلة – تعطي له نصيحة – تريح نفسيته – تعزية .
اعمل خيراً . ينبغي أن تجول تصنع خيراً . كما كان سيدك . هذا هو المفروض فيك ، حتى إذا قلت " فلنشكر صانع الخيرات " تكون إبناً يشابه أباه في هذه الصفة . أريد أن يكون هذا تدريباً ننفذه في الأسبوع المقبل : كيف نكون صانعين للخيرات ، في كل يوم يمر بنا ، ومع كل أحد يلتقي بنا . بحيث لو قابلك أحد ، ولم تصنع معه خيراً ، توبخ ذاتك على تقصيرك .
أما إذا كنت يا أخي لا تستطيع أن تصنع خيراً ، فعلي القليل قف في مكانك ، ولا تصنع شراً بأحد .
" فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الله " . لذلك مفروض أنك تكون رحوماً . طوبى للرحماء ، فإنهم يرحمون . ولما تكون حنوناً على الناس ، يكون الله حنوناً عليك ، فالكتاب المقدس يقول " بالكيل الذي به تكيلون ، يكال لكم ويزاد . فإذا كنت أنت تكيل للناس بالرحمة ، ربنا يكيل لك بالرحمة ، ويزيدها . وإذا كنت تعامل الناس بالقسوة تأخذ قسوة وأكثر . بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزداد .
إذن كن طيباً مع كل أحد . وزع حنانك محبتك ، على كل أحد ، اجعل كل أحد يباركك ، وكل أحد يحبك ، وكل أحد يشعر أن لك قلباً واسعاً يستطيع أن يسكن فيه ويستريح .






نحن نشكر صانع الخيرات الرحوم . نشكره أنه هو الله أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . شكرنا له باعتباره أنه هو الله نتذكر فيه أن الله هو خالق كل شئ ، وكل شئ في يده . كون أن الله كامل القدرة ، كامل الإمكانية ، في إمكانه أن يعمل كل ما يريد ، هذا يجعلنا نشكره على يده القوية في حياتنا ، كإله . نشكره لأنه هو الذي خلقنا ، وهو الذي يعرف احتياجاتنا ، الله يعرف أننا نحتاج إلى هذه كلها قبل أن نطلب ودون أن نطلب لأنه هو الله .



في قولنا هذا ، نتذكر أن الله الذي نصلي له ، هو محب للبشر جداً ، لدرجة أنه بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ، فنقول له نشكرك يا الله لأنك أنت أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . نشكرك لأنك أبو الحنان ، وأبو الفداء ، وأبو المسيح إلهنا الذي خلصنا بدمه .
مجرد أننا نتذكر كلمة المسيح إلهنا ومخلصنا ، يجعلنا نمتلئ بالشكر ،؟ لأن اسمه يذكرنا بالخلاص ، بالفداء ، يذكرنا أن الله أخلي ذاته ، وأخذ شكل العبد ، وصار في الهيئة كإنسان ، لكي يخلصنا جميعاً . ونذكر الخلاص العظيم الذي تعجب منه الرسول قائلاً : " فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره " ( عب2 : 3 ) نقول له نشكرك يا الله أبو ربنا ولهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، لأنك أحببتنا حتى المنتهي . فإذا كان حبك وصل لدرجة أنك بذلت إبنك عنا ، فكم بالأولي الأمور التافهة التي نطلبها ؟


لماذا نشكر ؟!


نشكره أولاً لأنه سترنا . ما معنى أنه سترنا ؟ أى أنه لم يفضحنا ، و لم يكشفنا أمام الناس ، لم يظهر عيوبنا أمام كل أحد . هنا نبدأ معترفين أننا خطاه نحتاج إلى ستر .
إن الناس لو عرفوا شيئاً بسيطاً عن عيوبنا ، لاحتقرونا و أتعبونا و سخروا بنا 0 فكم بالأولى لو عرف الناس جميع أفكارنا ، و جميع تدابيرنا الخفية ، و جميع شهواتنا و خطايانا ، التى نعملها و لا يعرف بها أحد !!
أحياناً يرتكب إنسان خطأ ، و يخاف جداً أن يعرفه شخص آخر ، و يخجل من ذلك إلى أبعد حد . و يفكر يا ترى هل عرفت فلان أم لم يعرف ؟ و إن كان الخبر لم يصل له يقول : " اشكرك يا رب لأنك سترت هذه الغلطة ، و لم تجعلها مكشوفة " .
فكم بالأولى الله الذى سترنا فى كل شئ . هو يرى كل عيوبنا ، و يصمت و يحتملنا . أم الناس فإنهم لو عرفوا عيوبنا لا يرحمونا . حقاً " أقع فى يد الله و لا أقع فى يد إنسان ، لأن مراحم الله واسعة " (2صم14:24) 0
الله يرى كل العيوب ، مع أنه قدوس ، لا تتفق الخطية مع طبيعته . و مع ذلك فهذا القدوس الذى لا حدود لقداسته يرى كل الخطايا ، و يسكب . لكن الإنسان الخاطئ – الذى يقع هو أيضاً فى الخطيئة – لو رأى خطايا الناس ، لا يسكت . و لو رأى و لو حتى 1/1000 من خطايانا لا يرحم !
لذلك نحن نشكر الله لأنه سترنا " ليس خفى إلا و يعرف و لا مكتوم إلا و يستعلن " (متى26:10) . و مع ذلك لم يشأ الله أن يعرف الناس بخطايانا ، و لا أعملها للآخرين ، و مازال يستره .
حتى فى خطايانا التى نعترف بها ، من حنو الله العظيم ، قال إن الاعتراف بالخطايا يكون سراً على شخص واحد فقط ، و هذا الشخص مقيد بقوانين كنسية لا تسمح له أن يقول حرفاً منها حتى لو ذبحوه لا يبوح به . ما أعجبك يارب . إلى هذه الدرجة تخبئ خطايانا و تحجبها و تسترها ؟!
و كأنه يقول : حينما تعترفون بخطاياكم ، نلقى عليها ستراً فلا تظهر . و أنا قابل هذا الإعتراف البسيط الذى يعرفه شخص واحد لذلك نحن نشكره لأنه سترنا .
إنه يعرف أننا لا نحتمل الانكشاف و الفضائح ، فسترنا . سترنا أمام الأعداء الذين يشمتون بنا ، سترنا و نحن نكسر وصاياه و نجدف عليه .
عندما نتذكر هذا ، و نشكر الله على الستر و التغطية ، ينبغى أن يجول بفكرنا ما نكشفه من خطايا الناس ...
و كيف أننا نكشف و نعلن خطايا أخوتنا و خطايا كل أحد !! الكتاب المقدس يقول " الكيل الذى به تكيلون ، يكال لكم و يزداد " (مر24:4) . إذا كنت تريد أن الله يسترك ، خبئ أنت أيضاً خطايا أخيك الإنسان . الله يستر و هو قدوس ، أفلا يليق أن تستر خطايا ؟أخيك و أنت خاطئ مثله ؟ لأنك لو كشفت خطايا الآخرين تكون فى خطر أن يكشف الله خطاياك . و المثل يقول :
" من كان بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة " فنحن ؟أناس كلنا عيوب ، و ربنا يسترها عن أعين الناس ، فلنشكره على ذلك . و بدورنا نحن أيضاً يجب أن نستر على خطايا الناس . يوحنا ذهبى الفم يقول " أن كنت لا تستطيع أن تأخذ خطيئة غيرك و تنسبها إلى نفسك ، و تحتمل الذنب بالنيابة عنه ، و تضحى بذاتك من أجل خطيته ، فعلى الأقل اصمت و لا تكشف خطايا الناس " .
" إن كنت لا تستطيع أن تسد فم الذى يتكلم على أخيه بالسوء ، فعلى الأقل سد فمك أنت، و لا تتكلم على أخيك بالشر " ...
يقول المزمور " يارب من يسكن فى مسكنك أو من يصعد إلى جبل قدسك إلا السالك بلا عيب ، الفاعل البر ، الذى يتكلم بالحق فى قلبه ، و لا يغش بلسانه ، و لا يفعل بقريبه سوءاً ، و لا يقبل عاراً على جيرانه . " (مز15) . إذن مجرد قبول العار على جيرانه ، مجرد سماع كلمة اساءة عليهم ، أمر ردئ . فإذا فعل ذلك أحد أمامك ، قل له " نشكر الله لأنه سترنا ... فمثلما سترنا ، يجب علينا نحن أن نستر الناس الآخرين " .
آدم حاول أن يستر نفسه بأوراق التين و لم تنفع . لم تستطع أوراق التين و لا أغصان الشجر أن تخفيه . ظل عرياناً أختبأت " . إنك لم تعرف أن تستر نفسك يا آدم ، و لا حواء أيضاً ... أعرف إذن أن الله هو الذى يسترنا . نشكره لأنه سترنا .
الله عجيب بشكل لا يوصف ، نحن نعتدى عليه و نكسر وصاياه ، و هو يخبئ و يستر ! أما نحن فدائماً نشتكى و نتذمر ، و فى الشكوى و التذمر نكشف خطايا الناس و عيوبهم و ضعفاتهم ، و لا نحتمل ...
شخص مثل أيوب الصديق ، قطعاً كانت له ضعفاته و أخطاؤه ، لأن " الجميع زاغوا و فسدوا و أعوزهم مجد الله ، ، ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد " (مز14) 0 كان شيطان المجد الباطل يزحف قليلاً قليلاً إلى قلب أيوب . و مع ذلك لما وقف الشيطان أمام الله ، قال له الرب " هل جعلت قلبك على عبدى أيوب . رجل كامل و مستقيم و يفعل الخير و يحيد عن الشر و ليس مثله " (أى8:1) 0
إلى هذه الدرجة ؟ أنت تعلم كل شئ ، تعرف المجد الباطل الذى يزحف إلى قلب أيوب ، و عارف أنه " بار فى عينى نفسه " (أى(أى1:32) و عارف أن قلبه منتفخ بالغنى و الثروة و البنين و القوة المحيطة به (أى29) . و مع ذلك تقول عبدى أيوب ليس مثله فى الأرض ، رجل كامل و مستقيم ، و يفعل الخير و يتقى الله و يحيد عن الشر ؟! ما أرحمك يارب كم تستر كثرة من الخطايا ؟!
و بعد ذلك نرى أيوب قد شق ثيابه و جز شعره ، و قال " الرب أعطى الرب أخذ " . و الرب لم يؤاخذه على جز الشعر و شق الثياب . و فى أول مقابلة له مع الشيطان بعد ذلك . قال له " هل وضعت قلبك على عبدى أيوب لأنه ليس مثله فى الأرض ، رجل كامل و مستقيم " (أى3:2) .
و نحن نسأل أيمكن أن يكون كاملاً و قد جز شعر رأسه ؟ و يجيب الرب نستر و نغطى .
هذا هو أسلوب الله ، أما نحن فإذا عرفنا غلطة عن واحد ، ننشرها فى كل مكان … ننسى الله الذى سترنا ، و نخبر حتى تراب الأرض بما حدث ، و كلما نقابل أحد نقول له : أم تسمع ؟ أم لم تعرف . ألم تدر ما جرى ؟ لم تر ما حدث ؟ و ما أكثر الكلام … و بعد هذا الكلام كله ، نقول فلنشكر صانع الخيرات لأنه سترنا !!
عجباً مادام قد ستر ، أستر أنت أيضاً . نحن نريد أن يكون الستر لنا فقط . نكون نحن مستورين ، و يكون غيرنا مكشوفين . الستر لنا نحن فقط ، أين الآية التى تقول : " تحب قريبك كنفسك " . أنت لا تحب أن نفسك تبقى مكشوفة . فكذلك لا يصح أن يكون مكشوفاً هو أيضاً .
فلنشكر صانع الخيرات لأنه سترنا .
إذا كنت يا أخى بدون عيوب تحتاج إلى ستر ، يمكن يكون لك حق أن تكشف غيرك . أما إذا كنت أنت نفسك تحتاج إلى تتغطى و تستتر ، فعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به …
عملية الغفران هى عملية تغطية ، عملية ستر ، الله تأخذ خطيتنا ، و يلقى ستراً عليها ، و يغطى عليها . و هذه هى الكفارة أى التغطية .
و الكافر فى اللغة العربية هو الشخص الذى يغطى نعمة الله فلا تظهر . و كانوا فى الأدب العربى القديم قبل الإسلام يطلقون كلمة " كافر " على الفلاح الذى يضع البذرة فى الأرض و يغطيها . فلما أتى الإسلام حددها فى معناها الحالى . حتى أن كلمة cover بالإنجليزية تعطى نفس المعنى ، أى يغطى . و كون أن الله يكفر عن خطايانا ، معناها أن الله يضع على خطيتنا دمه الفادى ، فتتغطى بالدم و لا تظهر لأحد ، و لا حتى أمام العدل الإلهى …





فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الله … لأنه سترنا و أعاننا : و لولا معونته ، ما كنا نستطيع أن نتقدم خطوة واحدة . نحن كثيراً ما ننسى معونة الله . ننسى كثيراً عمل النعمة فينا . ننسى أن الله أعاننا لأننا ضعفاء ، و لا نستطيع أن نعمل شيئاً " لأنكم بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً " (يو5:15) ، هكذا قال السيد المسيح . فنحن نشكر الله لأنه سترنا . من جهة ، ستر على خطايانا و أخفاها . و من جهة أخرى ، أمسك بأيدينا و أقامنا ، و جعلنا نعمل خيراً .
أعمالنا : إما شر ، و إما خير . بالنسبة للشر ، نقول " سترنا " و بالنسبة للخير ، نقول " أعاننا " ، لأنه لولا أنه أعاننا ما كنا نستطيع أن نعمل أى عمل خير .
كل عمل طيب تعمله ، يدل على أن هناك معونة من النعمة أمسكت بيدك ، لولا هذه المعونة ، ما كنت تستطيع أن تعمل شيئاً . و الله يجب أن يعيننا ، و يكره أن نعتمد على معونة بشرية " ملعون الرجل الذى يتكل على الإنسان ، و يجعل البشر ذراعه (أر5:17) . – الله هو الوحيد الذى من عنده العون و المساعدة – هو الذى أعاننا .
حاول أن تدخل كلمة " أعاننا " فى كل عمل من أعمالك ، لكي ترجع الفضل لله فى كل شئ . و إن استطعت فى يوم أم تعمل أى عمل من أعمال العبادة ، قدرت أن تصلى ، أو تتأمل ، أو تقرأ ، أو تضرب مطانيات ، أو تصوم … قل : اشكر الله لأنه أعاننا
لكن الإنسان الذى ينسى أو ينكر معونة الله ، هذا يقع فى الكبرياء ، و يظن أنه بقوته و ذراعه استطاع أن يعمل شيئاً .
تلميذ ينجح . تقول له " مبروك " يقول لك إننى ذاكرت مذاكرة جبارة ، و ينسى كلمة أعاننا ، و بذلك يقع فى المجد الباطل . إذا ذكرت معونة الله ، يمكن أن يديمها عليك باستمرار .
قال مار اسحق " لا توجد موهبة بلا زيادة إلا التى بلا شكر " 0
إذا لم تشكر الله على معونته ، يرفع معونته عنك ، لكي تشعر بضعفك . و لما تشعر بضعفك ، تدرك أنك لما كنت قائماً على قدميك ، كانت معونة من الله . فلنشكر صانع الخيرات ، لأنه أعاننا و عرفنا طريقة ، أعاننا و كشف لنا إرادته ، و أعاننا و أعطانا أن نعبده ، و أعطانا أن نعمل شيئاً به ، فى شركة روحه القدوس . . . فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الله … لأنه سترنا و أعاننا و حفظنا .





من جهة خطايانا ، نقول نشكر الله لأنه سترنا . و من جهة حياة البر التى نسلك فيها أمام الله ، نقول أعاننا . و بعد ذلك نقول " و حفظنا " لأننا نعيش فى حفظ الله " إسم الرب برج حصين ، يركض إليه الصديق و يتمنع " (أم10:18) .
فالله حفظنا . و نحن لا نستطيع أن نحفظ أنفسنا . " حافظ الأطفال هو الرب " (مز5:114) . و المقصود بالأطفال هم الناس الذين يسلكون كأطفال الله . أنت تقدر أن تمشى وحدك فى ميدان واسع . و تستطيع أن تتحفظ من السيارات . لكن الطفل الصغير لا يستطيع أن يمشى وحده ، و تجده يمسك بيد والده ، و يشع أنه لا يقدر أن يمر إلا و هو فى يد أبيه …
كذلك نحن فى حياتنا على الأرض بهذا الشكل : إن سلكنا كأطفال ، نشعر أنه بدون الله ليست لدينا القوة التى نحفظ بها أنفسنا . و لكن الرب هو الذى يحفظنا .
الله هو الذى يحفظ الناس ، و هو الذى يرعاهم ، لأنه هو الراعى الصالح . الخراف تكون موجودة ، و غير مسؤلة عن حماية نفسها . فنحن نقول نشكر الله لأنه حفظنا .
و لكن إن كنا نحن لم نقع فى الخطية ، فلنشكر الله لأنه حفظنا . هو الذى يحفظنا ، و منع عنا الشر . و هو الذ منعنا عن أن نقع فى التجربة . أو أثناء الخطية أعطانا قوة من الداخل ، أو جعل موانع من الخارج لم تسمح بأن نخطئ …
خطاياك على نوعين : خطية وقعت فيها فعلاً ، و تشكر الله لأنه سترك ، و خطية لم تقع فيها بعد ، و تشكر الله لأنه سترك ، و خطية لم تقع فيها بعد ، و تشكر الله لأنه حفظك منها و من الوقوع فيها. فإذا كنت أنت سائراً فى بر أمام الله ، لا تفتخر و إنما قل نشكر الله لأنه حفظنا . لولا أن الله حافظ علينا سقطوا . الذين سقطوا لم يكونوا أضعف منا . هناك جبابرة قد سقطوا . و الخطية " طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء " (أم26:7) 0


نشكر الله لأنه حفظنا و قبلنا إليه . كلمة " قبلنا إليه " عبارة لطيفة جداً . لأنه لما نخطئ فى حق الناس يرفضوننا . إن تكلم واحد منا عن غيره كلمة غير لائقة يقول " لا أريد أن أرى وجه هذا الإنسان مرة أخرى " و حتى أن جاء ذلك الأخ ليعتذر إليه قد يرفض مقابلته .
و نحن نخطئ أمام الله خطايا عديدة . نتحدى سلطانه ، و نجدف عليه ، و نكسر وصاياه ، و ننجس أقداسه و هيكله . ثم نقف أمامه و نقول له " أبانا " ! أهذه تصرفات أولاد الله ؟
و لكن نشكر الله لأنه قبلنا إليه ، على الرغم من كل تعدياتنا ، على الرغم من كل سقطاتنا و نجاستنا . إن الله يقبلنا إليه و يقول " من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً " (يو37:6) .
ربنا طويل الأناة ، باستمرار فاتح ذراعيه " لا يخاصم إلى الأبد و لا يحقد إلى الدهر " (مز103) نشكره لأنه قبلنا إليه . مجرد وقوفنا أمام الله ، مجرد أن الله يرضى أن يسمع صلواتنا ، مجرد أن الله يدخلنا إلى بيته أو هيكله ، مجرد أن الله لا ينزع روحه منا ، كل هذه الأشياء نشكره عليها لأنه قبلنا إليه .
أنت يارب طيب . مهما أخطأنا فى حقك ، لا تزال تقبلنا إليك . الناس لا يقبلوننا مع أنهم أشرار مثلنا . لكن أنت القدوس الكلى القداسة تقبلنا إليك . أنت بإستمرار فاتح ذراعيك .
أشكر الله يا أخى من أجل هذا ، كلما تكثر خطيتك أمامك ، كلما تشعر أن خطيتك بشعة فى عينيك ، و على الرغم من كل ذلك ترى الله لا يزال يحتفظ بك كإبن .
إنه قال عن الابن الضال الذى ترك بيته و بدد أمواله " ابنى هذا كان ميتاً فعاش ، و كان ضالاً فوجد " (لو32:15) . ما هذا يا رب حتى و هو ميت و ضال تعتبره إبنك ؟! … " نعم أعتبره ابنى . بل أن الله لما رأى ذلك الإبن من بعيد تحنن و ركض و عانقه و قبله . كل هذا يدعونا أن نشكر الله لأنه يقبلنا إليه . لم يصنع معنا كحسب خطايانا ، و لم يجازنا حسب أثامنا . لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض ، قويت رحمته على خائفيه . كبعد المشرق عن المغرب ، أبعد عنا معاصينا . كما يتراءف الأب على البنين يتراءف الرب على خائفيه " هكذا قال داود (مز10:103-13) 0 فنحن نشكر الله لأنه قبلنا إليه .
و لعل أحد يسأل هل كل خطية لها مغفرة ؟ فى إحدى المرات سأل أخ أحد القديسين عن هذا الموضوع فقال له : إن الله يأمر أن تغفر لأخيك إذا أخطأ إليك فى اليوم 7مرات سبعين مرة . فإن كنت أنا الإنسان البشرى ممكن أن أغفر لأخى 7×70 فى اليوم الواحد ، فكم بالأولى الله الذى لا تنتهى مراحمه ؟!
إن الله حينما يقبلنا إليه إنما يجعلنا نخجل أمام أنفسنا ، لأن ربنا لا يكافئ الشر بالشر ، و إنما يعامل الخطاة بتحنن ، و يعاملنا بشفقة ، لا يصنع معنا حسب خطايانا .
فلنشكر صانع الخيرات لأنه سترنا و أعاننا و حفظنا و قبلنا إليه و شفق علينا و عضدنا .



الله يشفق علينا لأنه يعرف ضعفاتنا ، يعرف طبيعتنا الطينية التى نحن فيها . الله يأخذ موقف الشفقة ، أما نحن فباستمرار نقف موقف القضاة .
كل واحد فينا يهوى أن يلبس رداء القضاة و يحكم : فلان قد أصاب ، و فلان قد أخطأ ، فلان هذا يستحق ، بينما ذاك لا يستحق . لكن ربنا يعامل بالحنو و الشفقة و الطيبة .
هذه الأشياء كلها تجعلنا نحن أيضاً مجبرين أن نعامل بالمثل ، كما قبلنا الله إليه ، ينبغى أن نقبل الناس ، و كما أشفق علينا ، ينبغى أن نشفق على الناس . و كما سترنا ينبغى أن نستر الناس و هكذا فى باقى الطلبات . و نشكره أيضاً لأنه عضدنا ، أى قوانا و أيدنا فى كل ما نفعله . و نشكره لأنه أتى بنا إلى هذه الساعة .





لما تشكر ربنا لأنه أتى بك إلى هذه الساعة ، اشعر أن حياتك كان من الممكن أن تنتهى فى أى لحظة . حياتك منحة تتجدد يوماً بيوم ، و ساعة بساعة ، و ثانية بثانية . أشكر ربنا لأنه أتى بك إلى هذه الساعة ، لو كنت مت و أنت ترتكب خطية معينة ترى أى مصير كان سيدركك ؟! و ما أكثر الأمثلة على الميتات الفجائية .
نشكر الله لأنه أتى بنا إلى هذه الساعة – مد فى عمرنا حتى الآن . لم يأخذنا فى خطيتنا . لم يجعل الأرض وقتها تفتح فاها و تبتلعنا ، كما فعل مع قورح و داثان و ابيرام . لم يجعل النار تنزل من السماء و تحرقنا كما فعل مع سادوم . هل تظنوا أن خطايا هؤلاء الناس أصعب من خطايانا ؟ من قال ذلك ؟ و مع ذلك فإن الله لم يعاملنا حسب خطايانا – لم يعاقبنا كمل عاقب الباقين ، و إنما أتى بنا إلى هذه الساعة .
و ليس ذلك فقط ، بل أتى بنا إلى ساعة الصلاة هذه ، إلى ساعة التأمل هذه ، إلى ساعة الشكر هذه . و أوقفنا أمامه نصلى و نشكر و نتضرع إليه . ما أكثر فضلك يا رب . لو كنت أخذتنى فى الساعة الفلانية ، حينما كنت أرتكب الطية الفلانية كنت ضعت . لكن أنت مددت فى عمرى ، و أتيت بى إلى هذه الساعة ، فلتكن هذه الساعة مقدسة و مباركة لك . فلتكن هذه الساعة بداية حياة جديدة أبدؤها معك . شكر الله فى الماضى ، يشجعنا من جهة حياة المستقبل و نحن نشكر الله لأنه أتى بنا إلى هذه الساعة ، بعد ذلك نقول :




ستر الله علينا فى القديم ، يشجعنا أن نطلب منه الستر فى المستقبل . صحيح أن ربنا كان معنا فى القديم . و لكن إذا تخلى عنا الآن ، ضعنا . ماذا تفيد حياتنا القديمة مهما كانت مملوءة بالبر و القداسة ، و التعفف ، إن كنا اليوم نسلك فى طريق الخطية ؟! المهم هو حاضرنا و مستقبلنا لذلك نقول : هو أيضاً فلنسأله أن يحفظنا فى هذا اليوم المقدس و كل أيام حياتنا .
كثيرون بدأوا حياتهم بداية مقدسة ، و أنتهوا إلى نهاية شريرة . بولس يقول : " لأن كثيرين يسيرون ممن كنت أذكرهم لكم مراراً و الآن أذكرهم أيضاً باكياً و هم أعداء صليب المسيح الذين نهايتهم الهلاك الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطونهم و مجدهم فى خزيهم الذين يفتكرون فى الأرضيات " (فى18:3-19) . و كثيرون بدأوا بالروح و كلموا بالجسد (غل3:3) .
سليمان الحكيم بدأ حياته بداية طيبة . و لكن فى آخر أيامه بخر للأصنام (1مل11) ، مع أنه مملوء حكمة ، و قد أعطى حكمة و فهماً أكثر من جميع الناس ! لذلك نطلب من الله – كما حافظ علينا فى القديم – أن يحافظ علينا أيضاً فى المستقبل .
و هو أيضاً فلنسأله أن يحفظنا فى هذا اليوم المقدس . لماذا نقول اليوم المقدس ؟ لأن كل يوم من أيام حياتنا هو يوم مقدس . حياتنا كلها هى حياة مقدسة يملكها الله . لأننا أشترينا بثمن (1كو20:6) ، إننا هياكل للروح القدس ، و الروح القدس ساكن فينا (1كو16:3) . كل يوم من أيام حياتنا هو يوم مقدس ، لأنه ملك الله . فلنسأله أن يحفظنا فى هذا اليوم المقدس و كل أيام حياتنا .




لا نطلب أن يحفظنا الله فى يوم معين ، و إنما كل الأيام ، فلنطلب أن يحفظنا الله كل أيام حياتنا ، لأن يوماً واحداً يمكن أن يضيع الحياة كلها خطية يوم واحد يمكن أن تتلف الحياة كلها . كل ما تبنيه طول عمرك ، يمكن أن تهدمه فى يوم واحد ، فيضيع تعبك كله كأن لم يكن . لذلك نطلب من الله أ يحفظنا يوماً بيوم ، لأننا بدون حفظه لنا نشابه الهابطين فى الجب .
نطلب من الله أن يحفظنا فى هذا اليوم ، لأننا لا نعرف ما هى التجارب التى تصيبنا منه ، و لا هى الشرور و العثرات التى ستصادفنا ، و لا من هم الناس الأشرار الذين سنقابلهم ، و لا ما هى الخطية التى طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء (أم26:7) . المسألة تحتاج إلى حفظ من الله فى هذا اليوم المقدس و كل أيام حياتنا حتى تنتهى غربتنا بسلام .
فى سيرة القديس مكاريوس نجد أنه كان حريصاً حتى آخر لحظة ، لدرجة أنه لما فارقت روحه جسده طاردته الشياطين قائلة " قد خلصت يا مقارة " . فقال " لا أعرف بعد " كان خائفاً من أن روحه يسقطها شيطان الكبرياء و هى خارج الجسد . و لكنه – لما وصل إلى داخل الفردوس – حينئذ استطاع أن يقول " إننى الآن برحمة الله قد خلصت " ! فلنسأل إذن أن يحفظنا كل أيام حياتنا بكل سلام الضابط الكل الرب إلهنا .

ليتنا نترجم الكلمة " بكل سلام " .
بدلاً من " بكل سلامة " فهذه هى الترجمة السليمة . نطلب أن نعيش فى سلام : من جهة علاقتنا بأنفسنا ، و علاقتنا بالناس ، و علاقتنا بالله . أحفظنا فى هذا اليوم المقدس فى سلام . أى سلام مع أنفسنا ، غير منقسمين على ذواتنا . و فى سلام الناس ، لسنا فى غضب و لا حقد و لا خصومة مع أحد . و سلام مع الله .

إنه ضابط الكل ، مسئول عن الكل . هو الذى خلقنا و هو الذى يحفظنا .
بعد هذا السلام ماذا يجب أن نقول ؟ نوجه طلباتنا و نقول " نشكرك يارب " و نكرر نفس العبارات .
و فى الأول دعوة إلى الشكر : " فلنشكر " . ثم نقول " نشكرك " أى نقوم بواجب الشكر فعلاً . و على أى شئ نشكر ؟ نشكر :


ينبغى أن يكون الشكر عادة لنا ، نقابل بها أعمال الله كلها . ليس هناك أعمال نشكر الله عليها ، و أعمال نشكر الله عليها ، و أعمال نتذمر منها ، لا ، لابد أن نشكره على كل شئ ، ليست هناك أمور نشكر الله عليها ، و أمور نتعب منها و نبكى . لا ، الإنسان الروحى يشكر على كل حال لأن " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله " (رو28:Cool 0
الشخص الذى يحب الله ، يجد فى كل شئ خيراً و بركة ، و لعل البعض يسأل : و ماذا عن المصائب؟
نجيب : كان ممكناً أن تكون المصيبة أشد و أصعب . و نشكر الله أنها وصلت إلى هذا الحد فقط !
مثال ذلك :
لنفرض أن شخصاً استقل عربته ، و لم تحدث له حوادث ، يشكر الله طبعاً . فإن حدثت له حادثة يشكره أيضاً : فالحادثة التى تسببت فى رضوض ، كان يمكن أن ينتج عنها كسر أو بتر ، ألا يستحق هذا شكراً ؟! و الحادثة التى كانت نتيجتها البتر ، كان ممكناً أن تتسبب فى وفاة . فلنشكر الله على حفظه للحياة .
و حتى إن مات ، يشكر الله الذى أطلقه من هذا العالم ، ليتمتع بالأبدية السعيدة . و لم يجعل نهاية حياته بمرض متعب ، يستمر عذاباته مدى زمنياً طويلاً بلا شفاء …
إننا نشكر ، عندما نقارن حالنا بما هو أسوأ .
أما إن قارناه بما هو أفضل ، فقد نتذمر … !
أيضاً من مشاكلنا فى عدم الشكر أمران :
أ‌- أننا نقسم الأمور إلى جيد و ردئ . فنتعب من الأمور الرديئة . و قد لا نشكر …
ب‌- إننا نقسم أيضاً الأمور الجيدة إلى كبيرة و بسيطة . فنشكر على الخير الكبير ، و لا نشكر على الخير الذى نحسبه بسيطاً !! بينما الكل يحتاج إلى شكر .
أليس مخجلاً أن نحسب بعض الخيرات بسيطة لا تستحق الشكر ؟!
مثال ذلك : نحن جالسون الآن فى هذا الاجتماع ، و النور الكهربائى مضئ بلا إشكال . هل شكرنا الله على هذا ؟! ألا نذكر أنه فى أحد الأيام أنقطع النور ، و تعطل الميكروفون ، و استمر انقطاع التيار الكهربائى حتى السابعة إلا ربع ، و كاد الاجتماع يفشل … ثم لما عاد التيار الكهربائى شكرنا الله …
أترانا نشكر على وجود النور حالياً ؟ أم أننا لا نشكر إلا على وجود النور حالياً ؟ أم أننا لا نشكر إلا إذا أنقطع التيار و عاد ؟!
لا شك أن هناك أشياء كثيرة لا نشكر الله عليها ، و ذلك لأننا نظن أنها لا تستحق الشكر !
مجرد أنك تسير يا أخى على قدميك أمر يستحق الشكر ، لأن هناك أشخاصاً لا يتمكنون من السير على أقدامهم … مجرد أنك جالس ، أمر يستحق الشكر ، لأنه يوجد أناس نائمون الآن على فراش المرض …
حقاً إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ، لا يشعر به إلا المرضى . و الأصحاء لا يشكرون !!
أنت يا رب تستحق الشكر على كل شئ : على النعم التى نراها ، و النعم التى لا نشعر بها . تستحق الشكر على كل حال … لأنك سترتنا و أعنتنا و حفظتنا ، و قبلتنا إليك ، و أشفقت علينا و عاضدتنا ، و أتيت بنا إلى هذه الساعة .

من أجل أنك عملت معنا كل هذا ، نسأل و نطلب …
إن نعمك القديمة تشجعنا على أن نطلب شيئاً جديداً .
حنانك القديم شجعنا أن نقترب إليك … من أجل أنك طيب و حنون و شفوق ، و من أجل أنك تحافظ علينا ، و من أجل الماضى كله ، نحن نسأل و نطلب من صلاحك يا محب البشر …
كل تصرفاتك معنا تدل على أنك محب البشر ، بل أنك أنت نفسك المحبة . و الله محبة . نحن نطلب من صلاحك يا محب البشر ، ليس لأننا نستحق … كلا ، بل أننا نطلب من أجل أنك محب و صالح . نطلب أن نكمل هذا اليوم المقدس و كل أيام حياتنا فى مخافتك .
الإنسان و هو يصلى هذه الصلاة ، يشعر أن كل يوم يمر عليه عبارة عن نعمة من الله أعطيت له . نحن لا نستطيع بقوتنا و لا بإرادتنا أن نكمل يوماً واحداً فى مخافة الله ، إن لم يكن هذا عملاً من أعمال نعمة الله القدوس . لأنه قال " بدونى لا تقدرون أن تعملوا شيئاً " (يو5:15) .
فنحن نقول له : يا رب أعطنا يوماً من عندك ، يوماً صالحاً مقدساً ، نكمله بعمل روحك القدوس فينا . و طبعاً روح الله لا يعمل فى الإنسان الذى لا يريد أن يعمل .
الله لا يرغمنا على المعيشة معه ، و إنما حياتنا كلها عبارة عن شركة مع الروح القدس . الروح القدس يشترك مع إرادتنا فى انقاذ أنفسنا من الهلاك .
لو أن الروح القدس تخلى عنا تخلى ، لا يمكن أن نخلص . و لو إرادتنا رفضت أن تعمل مع الروح القدس ، لا يمكن أيضاً أن نخلص . لأن الله لا يرغم إنساناً على السير فى طريقه .
" أمنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس " . لتكن هذه يا رب هبة منك ، منحة ، عطية مجانية من عندك ، أن نكمل اليوم فى مخافتك ، فيكون يوماً مقدساً …
إننا نعتبر كل يوم من أيام حياتنا يوماً مقدساً .
لأن حياتنا كلها مقدسة للرب . ملك له لأنه اشتراها بدمه كل يوم من أيام حياتنا ، بل كل ساعة منها هى ساعة مقدسة . كل دقيقة ، كل لحظة فى حياتنا ، هى أيضاً مقدسة . لأن حياتنا ملك للرب الذى قدسها بدمه الطاهر . حياتنا ليست ملكاً لنا حتى نتصرف فيها كما نريد . إنها ملك للرب ، و الرب هو المتصرف فيها لا نحن .
لسنا نقول فقط " امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس " بل أيضاً " و كل أيام حياتنا " .

ليس هذا اليوم فقط … فمن الجائز أن نسلك اليوم حسناً ، و نخطئ غداً . و نهلك !! من يعرف .
أنت لا تعرف يا أخى حياتك كيف تنتهى ، فطالما أنت فى الدنيا ، لبد أن تكون محترساً و خائفاً . كثيرون كانوا جبابرة فى الروح ، و لم يكملوا حسناً .
لذلك نحن نذكر القديسين الذين كملوا حياتهم فى الإيمان و نقول هكذا فى المجمع :

أى الذين كملوا فى الإيمان . أوعى تعتبر أنك النهاردة كويس ، و تقول أنا بقيت قديس . جايز بكره تفقد قداستك !و ما أدراك ؟! لذلك نحن نقول " أمنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس ،و كل أيام حياتنا "
القديس يوحنا القصير . عندما كان يرى شخصاً يخطئ ، كان يبكى عليه و يقول " هذا الشخص أخطأ اليوم و قد يتوب ، و ربما أخطئ أنا غداً و لا أتوب " !!
ماذا أدرانا كيف تكون النهاية … !
إننا نقرأ عن إثنين : أحدهما كان لصاً و الثانى تلميذاً من تلاميذ السيد المسيح .
اللص ذهب إلى الفردوس ، و تلميذ المسيح هلك و مات منتحراً !
من أجل هذا يجب أن نحترس إلى النهاية ، كما يقول الكتاب " أنظروا إلى نهاية سيرتهم و تمثلوا بإيمانهم " (عب7:13) . و لا يصح أن نغتر بيوم صالح مر علينا .
هناك أشخاص إذا مر عليهم يوم صالح ، يضنون أنها درجة روحية قد صعدوا إليها ، و لن ينزلوا منها ثانيه .
فيقول الواحد منهم : إن الخطية الفلانية قد ابطلتها و انتهت من حياتى . من قال أنها إنتهت ؟ أليس من الجائز أنك ابطلتها اليوم ، و تحارب بها غداً ؟! أو أبطلتها هذه السنة ، و تسقط فيها فى السنة المقبلة . صل إذن أن يجعل الرب يومك هذا مقدساً ، و كل أيام حياتك أيضاً …
احسب أيام حياتك ، باليوم . و اعرف و أنت تصلى هذا الجزء من صلاة الشكر ، إن كل يوم يمر عليك لن يرجع ، مهما بكيت عليه بدموع و ندمت . مهما بكيت عليه بدموع و مهما ندمت عليه بدموع . لا يمكن أن يرجع ثانية . إنه يوم من أيام حياتك قد ضاع و قبر فى الأبدية ، و لا يعود مرة أخرى . لذلك انقذ أيام حياتك ! انقذها باليوم .
إن الله يحسب حياتك باليوم ، فيقول " اذكر خالقك فى أيام شبابك " (جا1:12) . لا تجعل لا يوم من أيام حياتك يفلت . " امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس و كل أيام حياتنا " … لذلك نصلى و نقول : لا تسمح يا رب بأن يوماً واحداً من أيام حياتنا يكون عاطلاً عن النعمة ، أو أن يكون مقفراً من عمل الخير . أو أن يكون ملكاً للشيطان .
عندما تخرج روحك من جسدك أيها الأخ ، و يمسك بها الشيطان ، و يقول لها " تعالى نتفاهم من جهة أيام حياتك على الأرض : هل كانت ملكك أم ملكى ؟" …
من يعرف ؟ ربما كانت كلها ملكاً له !! ربما يقول لك الشيطان : كل يوم من أيام حياتك كان ملكاً لى . هل حدث أن يوماً من أيامك لم أدخل فيها ؟ . هل مر عليك يوم بدون خطية و بدون طاعتى ؟!
كل يوم من أيامك دخلت فيه ، كما يدخل الخيط فى حبات المسبحة !!
يا للهول ! لذلك صل باستمرار وقل : امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس ، و كل أيام حياتنا …
البعض يظن أن الحكم على أيام حياتنا يكون بالميزان : توضع أيام الشر فى كفة ، و أيام الخير فى كفة . و يرى الله أيهما يرجح !! كلا ، فهذا لن يحدث .
فمن الجائز أن يوماً واحداً من حياتك ، يضيع الحياة كلها !!
هل كان أبونا آدم يخطئ كل يوم ؟! كلا ، كانت حياته فى الجنة كل بر و بساطة ، لا يعرف فيها شراً … و كذلك كانت حياة أمنا حواء … و لكنهما فى يوم واحد أكلا من الشجرة ،فانتهت كل سيرتهما فى الجنة ! كلها ضاعت !! ضيعها يوم واحد ، بل ربما ساعة واحدة ، و ربما دقيقة أو لحظة .
فنان عظيم يمسك لوحته و يبدأ أن يرسم عليها رسماً جميلاً جداً … لوحة فنية رائعة ، أنفق شهراً فى ابداعها … ثم فى لحظة انسكبت عليها زجاجة حبر . ألا تكون هذه اللحظة الواحدة قد أضاعت تعب الشهر كله ؟! …
لذلك نحن نصلى و نقول : امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس و كل أيام حياتنا بكل سلام مع مخافتك
أعطنا أن نكمل هذه الأيام بكل سلام :
سلام بيننا و بين الله .
سلام بيننا و بين الناس .
سلام بيننا و بين أنفسنا .
سلام بين الجسد و الروح . لا يشتهى الواحد منهما ضد الآخر . امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس و كل أيام حياتنا بكل سلام .


كلمة " مع مخافتك " . كلمة جميلة و لطيفة . لماذا ؟ لأن البعض حينما يبدأ حياته مع الله … أحياناً ينسى مخافة الله وسط محبة ربنا . و يقول المحبة تطرد الخوف إلى خارج .
صحيح أن الرسول يقول " المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج " (1يو18:4) . لكن من فينا وصل إلى المحبة الكاملة ؟! الذى وصل إلى المحبة الكاملة ، و صار العالم عنده مثل النفاية و استطاعت محبة الله فيه أن تحرق كل شهوة عالمية . مثل هذا لا يخاف .
أما نحن فلم نصل إلى درجة الكمال هذه … لم نصل إلى المحبة الكاملة التى فيها نحب الله من كل القلب و الفكر و الإرادة … مازال العالم له موضع فينا ، ولذلك نحن نخاف … يقول الرسول " سيروا زمان غربتكم بخوف " (1بط17:1) . و أيضاً " تمموا خلاصكم بخوف و رعدة " (فى12:2) . نخاف لأن " عدونا مثل أسد زائر يلتمس من يبتلعه " (1بط8:5) . نخاف لأن الخطية " طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء " . نخاف لأن كثيرين بدأوا بالروح و كملوا بالجسد . نخاف لأننا لسنا أقوى من الجبابرة الذين سقطوا . لسنا أقوى من داود ، لسنا أحكم من سليمان . لسنا أقوى من ديماس الذى أحب العالم الحاضر (2تى10:4) . لسنا أقوى من الرسل و الأنبياء الذين سقطوا . مين يعرف ؟ امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس بكل سلام مع مخافتك . لتكن مخافة الله فى أعيننا باستمرار . أى ليكن الخوف نوعاً من أنواع الهيبة و التوقير لإلهنا الصالح …
إن الذى لا يخاف ، يستكبر لذلك يقول الرسول " لا تستكبر بل خف " (رو22:11) . امنحنا يا رب أن نكمل كل أيام حياتنا فى مخافتك .
الإنسان الخائف الله لا يمكن أن يعمل خطية . قيل عن قاضى الظلم أنه شخص لا يخاف الله . الإنسان الذى لا يخاف الله ، يستهتر و يسلك حسب هواه و لا يهتم … لماذا نستطيع أن نرتكب الخطية أمام الناس ، و نخاف كلام الناس ، و نخاف أفكار الناس ، و نخاف فضيحة الناس ، أما الله فلا نخاف منه .
إن كل خطية نرتكبها ندل بها على أننا لا نخاف الله . الشخص الذى يخاف الله هو الشخص الذى لا يرتكب خطية مهما كانت فى السر ، مهما كان بعيداً عن أعين الناس . لأن الله موجود أمام عينيه ، فكيف يخطئ و يفعل هذا الشر العظيم أمام الله ؟!
لو تتبعتم كلمة الخائفين من الله ، تجدونها كثيرة فى الكتاب المقدس و بخاصة المزامير . مفروض أننا نخاف الشر ، نخاف الخطية و السقوط ، و نخاف ضعفنا لكن ليس الخوف خوف الجبناء ، و إنما المخافة التى تدفعنا فى أن نتمسك بالله بالأكثر . و نحتاط أكثر ، و نحترس أكثر . و نجاهد أكثر
ليس خوفاً يدعو إلى اليأس و الجبن ، و أنما مخافة تدعوا إلى مزيد من الحيطة و الاحتراس و الجهاد و الصلاة . امنحنا أن نكمل هذا اليوم … مع مخافتك …
هنا خرج المصلى من الشكر إلى الطلب .
بدأ بالشكر ثم تحول إلى الطلب . و لما دخل فى الطلب طلب أو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مينا ماهر نبيه
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 81
تاريخ التسجيل : 20/11/2009

تاملات فى صلاه الشكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاملات فى صلاه الشكر   تاملات فى صلاه الشكر Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2009 8:33 pm

يارب تعجبكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
samuel_cristiano
مشرف قسم البابا شنوده
مشرف قسم البابا شنوده
samuel_cristiano


عدد المساهمات : 1107
تاريخ التسجيل : 11/06/2009
العمر : 34
الموقع : https://the1king.yoo7.com

تاملات فى صلاه الشكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاملات فى صلاه الشكر   تاملات فى صلاه الشكر Emptyالثلاثاء يناير 19, 2010 11:11 pm

موضوع هايييييييييييييل شكرا علي تعبك يا مان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
samuel_cristiano
مشرف قسم البابا شنوده
مشرف قسم البابا شنوده
samuel_cristiano


عدد المساهمات : 1107
تاريخ التسجيل : 11/06/2009
العمر : 34
الموقع : https://the1king.yoo7.com

تاملات فى صلاه الشكر Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاملات فى صلاه الشكر   تاملات فى صلاه الشكر Emptyالثلاثاء يناير 19, 2010 11:13 pm

موضوع هايييييييييييييل شكرا علي تعبك يا مان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاملات فى صلاه الشكر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أقوال الآباء في سر الشكر
» تاملات الميلاد للبابا شنوده
» صلاه قبل المذاكرة
» تاملات فى المزمور الخمسين
» ودى مجموعة تاملات أخرى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اولاد الملك  :: تاملات و قصص قصيره :: تامل فى الكتاب-
انتقل الى: