[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نستكمل باقي معجزات السيد المسيح :-ثالثاً: معجزات أجراها الرب (خاصة بإقامة الموتي)
أ- معجزات خاصة بإقامة الموتي وفيها يظهر سلطان السيد المسيح علي الموت والحياة.
1- إقامة إبن أرملة نايين ( لو 7 : 11 - 17 )
+ يوضح لنا الإنجيل مدي الحالة التي وصلت إليها المرأة {.. ميت محمول، إبن وحيد لأمه، وهي أرملة } ( لو7 : 12).
+{ فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها، لا تبكي } ( لو 7 : 13 ): يقول القديس أمبروسيوس ( إن الأحشاء الإلهية حركتها دموع أم فقدت وحيدها وهي أرملة، بينما مشاركة الجموع لها في آلامها لم تسد الفراغ الذي تركه موت إبنها، وحرمانها من الأمومة ). فالله لا يتعامل معنا علي مستوي السلطة والسيادة - مع أنه الخالق وسيد الكل - بقدر تعامله مع الإنسان علي مستوي الحب والرحمة.
+ { ثم تقدم ولمس النعش، فوقف الحاملون } ( لو 7 : 14 ): ويتساءل القديس كيرلس الكبير عن سر لمس السيد المسيح للنعش، مع أنه كان قادراً أن يقيم الميت بكلمة، ويجيب قائلاً ( كان ذلك يا أحبائي لتعلموا أن جسد الكلمة هو جسد الحياة المتسربل القوة والسلطان، وكما أن الحديد إذا ما إتحد بالنار بدت فيه مظاهر النار وقام بوظائف النار، كذلك جسد الكلمة المسيح تجلت به الحياة، وكان له السلطان علي محو الموت والفساد ). وهكذا أظهر السيد المسيح ما كان لجسده من قدرات علي إعطاء الحياة، خلال إتحاد اللاهوت به.. وبهذا رفع من شأن الجسد الذي كان موضع إزدراء، مباركاً طبيعتنا فيه.
+ المعجزة تمت بالأمر ( أيها الشاب لك أقول قم - لو 7 : 14 ).
+ { فجلس الميت وإبتدأ يتكلم فدفعه إلي أمه - لو 7 : 15 ): يقول القديس أمبروسيوس ( إن أخطأت خطيئة مميتة.. إجعل أمك - التي هي الكنيسة - تبكي عليك، فإنها تشفع في كل إبن لها كما كانت الأرملة تبكي من أجل إبنها الوحيد. إنها تترك في الألم بالروح، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لها حينما تري أولادها يدفعهم الموت في الرذائل المهلكة... حينئذ تقوم أنت من الموت، وتنطق بكلمات الحياة ).
+ وكانت نتيجة المعجزة ( فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم، وإفتقد الله شعبه. وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية، وفي جميع الكورة المحيطة - لو 7 : 16، 17 ).
+ ويقارن القديس أغسطينوس بين موت الجسد وموت الروح بالخطية فيقول ( إنه لعمل معجزي أعظم أن يقوم اللص ليحيا إلي الأبد، عن أن يقوم ليموت ثانية.. لقد فرحت الأم الأرملة عند إقامة الشاب، وها هم البشر يقومون كل يوم بالروح، والكنيسة كأم تفرح بهم. ذاك كان ميتاً حقاً بالجسد، أما هؤلاء فهم أموات بالروح. موته المنظور جلب بكاءًمنظوراً، وموتهم غير المنظور لم يكن موضع سؤال الآخرين ولا موضع إدراكهم، فبحث عنهم ذاك الذي يعرف أنهم أموات، هو وحده يعرفهم وقادر أن يهبهم حياة ).
+ ويؤكد القديس كيرلس الكبير ( أولئك الأموات الذين أحياهم المسيح هم أكبر شاهد علي قيامة الأموات... فعند نهاية العالم، الله الآب يهب بإبنه حياة للجميع. لقد جلب الموت علي الناس الشيخوخة والفساد.. أما المسيح فهو المحيي، لأنه هو الحياة )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]2- إقامة إبنة يايرس ( مت 9 : 18، 19، 23 - 26 ، مر 5 : 22 - 24، 35 - 43،لو8 :41، 42، 49- 56). كان يايرس رئيساً للمجمع ( لو 8 : 41 ، مر 5 : 22 )، وقد جاء وخر ووقع عند قدمي السيد وسجد له، وطلب منه أن يأتي إلي بيته، لأنه كانت له بنت وحيدة صغيرة - لها نحو إثنتي عشرة سنة - وقال له ( إبنتي الصغيرة علي آخر نسمة - مر 5 : 23 )، وكانت في حال الموت ( لو 8 : 42 ) بل إنها الآن ماتت ( مت 9 : 18 ). وكان طلب يايرس ( تعال وضع يدك عليها فتحيا - مت 9 : 18 ) أنظر ايضاً ( مر 5 : 23 وطلب إليه كثيراً.. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفي فتحيا ). وبمقارنة إيمان يايرس ( اليهودي ) رئيس المجمع بإيمان قائد المئة ( الأممي )، نجد أنه بينما طلب يايرس إلي السيد أن يدخل بيته ( لو 8 : 41 )، إذ بقائد المئة لا يسأله أن يحضر إلي بيته ولا أن يضع يده علي غلامه قائلاً ( لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي، لكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامي - مت 8 : 8 ، لو 7 : 6، 7 ). ولذلك، فعبارة ( طلب إليه كثيراً - مر 5 : 23 ) تدل علي ضعف إيمان يايرس، فإحتاج هذا الإيمان أن يسنده السيد المسيح بمعجزة شفاء نازفة الدم - فيما هو منطلق إلي بيت يايرس - لعله يطمئن إلي عمله الإلهي ولا يضطرب إيمانه بعد.
+ وبينما السيد يتكلم، جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلاً له ( قد ماتت إبنتك، لا تتعب المعلم - لو 8 : 49 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 35 )، وإذ بالسيد المسيح يشدد إيمانه بقوله ( لا تخف، آمن فقط فهي تشفي - لو 8 : 50 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 36 )، فقد قيل عنه ( قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ - مت 12 : 20 ) أنظر أيضاً
( إش 42 : 3 ). وعندما جاء السيد إلي البيت، نظر الجمع يضجون ( مت 9 : 23 )، يبكون ويولولون كثيراً ( مر 5 : 38 )، وكان الجميع يبكون عليها ويلطمون ( لو 8 : 52 ). وإذ به يطمئنهم قائلاً ( لا تبكوا، لم تمت لكنها نائمة - لو 8 : 52 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 24 ، مر 5 : 39 ). ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم ( حقاً، عندما جاء المسيح، صار الموت نوماً ) ! وكان رد الفعل لكلامه أنهم ( ضحكوا عليه عارفين أنها ماتت - لو 8 : 53 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 24 ، مر 5 : 40 ). وصار ضحكهم شهادة حق أنها ماتت.
+ أما هو فأخرج الجميع خارجاً ( لو 8 : 54 )، ( مت 9 : 25 ، مر 5 : 40 ) ولم يدع أحداً يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها ( لو 8 : 51 ) ودخل حيث كانت الصبية مضطجعة ( مر 5 : 40 ). وهكذا لم يدخل السيد إلي الصبية ومعه جموع كثيرة، لأنه أراد أن يؤكد أن التمتع بقوة القيامة ليس للجميع، بل للذين يريدونها ويشتاقون إليها.. فلم تكن إقامة الصبية إستعراضاً لعمل معجزي فائق، إنما كشفاً عن السيد المسيح كواهب للقيامة، يختبره من يلتصق به ( أبو الصبية وأمها ) ومن يتتلمذ علي يديه ( بطرس ويعقوب ويوحنا ).
+ { ثم أمسك بيد الصبية وقال لها: طليثا قومي، الذي تفسيره: يا صبية، لك أقول قومي - مر 5 : 41 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 25 ، لو 8 : 54 ).
+ وكانت نتيجة المعجزة ( رجعت روحها وقامت في الحال.... فبهت والداها - لو 8 : 55، 56 )، ( ومشت... فبهتوا بهتاً عظيماً - مر 5 : 42 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 25 )، (فخرج ذلك الخبر إلي تلك الأرض كلها - مت9: 26).
+ وأمر أن تعطي لتأكل ( لو 8 : 55 ، مر 5 : 43 )، وقد ركز كثير من الآباء علي هذه العبارة، لتأكيد أن إقامتها لم تكن خيالاً بل حقيقة ملموسة. وفي ذلك يقول القديس جيروم {.. أمر بتقديم طعام لها حتي لا يظن أن القيامة وهم }.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]