"إمرأة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللآلى ". (أم 31 : 10)
القديسة آماليا هى والدة القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة كبادوكية فى الجيل الرابع. تزوجت هذه المباركة بشخص تقى اسمه باسيليوس أيضا. وكانت شخصيته معتبرة جدا فى الكنيسة نظرا لتقواه واستقامته ، وهو كان محاميا عن الفضيلة ومعلما حاذقا للبلاغة ، حاز على شهرة كبيرة فى كل بلاد بنطس ، وحينما تزوج بهذه القديسة كانت يتيمة حيث كان ابوها قد احتمل العذاب والموت لأجل إسم إلهنا ومخلصنا ربنا يسوع المسيح له المجد.
أنجبت هذه المباركة عشرة أطفال خمسة بنين وخمس بنات ، ثم تنيح زوجها فوضعت فى قلبها أن تحيا حياة العفة محبة لربنا يسوع المسيح له كل المجد وأن تهتم بخلاص نفسها وتربية أولادها وبناتها فى مخافة الله وفى حياة القداسة.
إنتقل أحد أولادها وهو طفل ، وكان أكبر أولادها هو القديس باسيليوس الكبير والثانى نقراطيوس الذى تنيح فى سن الشباب والثالث غريغوريوس وقد أصبح اسقفا على نيصص والرابع يدعى بطرس وهو الأصغر وقد ولد قبيل انتقال والده بزمن قصير ورسم هو أيضا أسقفا على سبسطية.
ولعلك ترى أيها الحبيب من هذه الثمار المقدسة مقدار القداسة وعظمة هذه الأرملة ، وكانت كبرى بناتها القديسة ماكرينا التى كتب قداستها شقيقها غريغوريوس. فكانت هذه العائلة مثال العائلة المسيحية المقدسة التى تجمع بين حياة التقوى والإيمان ، وتقدست بدم شهدائها ومن أفرادها الأساقفة والراهبات.
ولقد شيدت القديسة آماليا فى أنيس هيكلا على إسم الأربعين شهيدا الذين استشهدوا فى سبسطية ونقلت اليها ذخائرهم المقدسة.
ولقد كان لقداسة آماليا وإبنتها ماكرينا أثر على حياة القديس باسيليوس وبعد ان أستراحتا من تربيتهم وبعد ان كبر أصغر الأولاد ، حولتا منزل الأسرة فى انيسى على نهر الإيرس ليكون منسكا فى وسط هذه الربوع الهادئة ، وأقامتا هناك فى حياة نسكية طاهرة ، وسرعان ماجذب هذا المنسك اليه عذارى من كبرى العائلات.
ولقد استجاب باسيليوس لصلوات اخته ماكرينا وكرس حياته لمن أحبه ، بل أكثر من هذا إنه أختار لنفسه طريق الوحدة طريق الكمال المسيحى ، وكان شديدا جدا فى نسكه وزهده وتقشفه.
بركة صلوات الجميع فلتكن معنا .آمين.