يحكى لنا انبا بموا الشاهد العيان لنياحه الانبا كاراس
اللحظات الاخيرة فى حياة قديسنا السائح
فيقول
وفي الثامن من أبيب اشتد المرض علي أبينا القديس الأنبا كاراس
وفي منتصف هذاًاليوم ظهر نور شديد يملأ المغارة ودخل إلينا مخلص العالم وأمامة رؤساء الملائكة ذو الستة أجنحة و أصوات التسابيح هنا وهناك مع رائحة بخور.
وكنت جالساً عند قدمي الأنبا كاراس فتقدم السيد المسيح له المجد وجلس عند رأس القديس الأنبا كاراس الذي أمسك بيد مخلصنا اليمني وقال له من أجلي يا ربي وإلهي بارك علية لأنة قد أتي من كوره بعيدة لأجل هذاً اليوم فنظر رب المجد إلي وقال سلامي يكون معك يا بموا الذي رأيته وسمعته تقوله وتكتبه لأجل الانتفاع به
أما أنت يا حبيبي كاراس
فكل إنسان يعرف سيرتك ويذكر أسمك علي الأرض فيكون معه سلامي وأحسبه مع مجمع الشهداء والقديسين. وكل إنسان يقدم خمراً أو قرباناً أو بخوراً أو زيتاً أو شمعاً تذكاراً لأسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوت السموات.
ومن يشبع جائعاً أو يسقي عطشاناً أو يكسى عرياناً أو يأوي غريباً باسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوتي.
من يكتب سيرتك المقدسة أكتب أسمه في سفر الحياة
ومن يعمل رحمة لتذكارك أعطية ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر علي قلب بشر
والآن يا حبيبي كاراس أريدك أن تسألني طلبة أصنعها لك قبل انتقالك
.
فقال له الأنبا كاراس لقد كنت أتلو المزامير ليلاً ونهاراً وتمنيت أن أنظر داود النبي وأنا في الجسد. وفي لمح البصر جاء داود وهو يمسك بيده قيثارته وينشد مزموره ( هذاً هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به ).
فقال الأنبا كاراس إنني أريد أن أسمع العشرة دفعه واحدة والألحان والنغمات معا فحرك داود قيثارته وقال كريم أمام الرب موت أحبائه وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس في ابتهاج عظيم إذ بنفس القديس تخرج من جسده المقدس إلي حضن مخلصنا الصالح الذي أخذها وأعطاها لميخائيل رئيس الملائكة
ثم ذهبت أنا بموا وقبلت جسد القديس كاراس وكفنته فأشار لي الرب بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكة بتراتيل وتسابيح أمام نفس القديس وتركنا الجسد في المغارة
ووضع بر المجد يده عليها فسارت وكأن ليس لها باب قط وصعد الكل إلي السماء بفرح. وبقيت أنا وحدي واقفاً في هذاً الموضع حتى غاب عني هذاً المنظر
الجميل
بركه الأنبا كاراس السائح
تكون معنا جميعاً. أمين