هل يفشل الضعفاء في الوصول إلي ملكوتك يا رب ؟ هوذا أنا ضعيف ، عاجز
بذراعي البشري عن الوصول ، فامسك أنت بيدي ، و لا تتركني لضعفي . و
اغسلني و طهرني ، كما غسلت و طهرت غيري ... ألم تقل " اسألوا تعطوا " .
هوذا أنا أسأل ألم تقل " كل ما طلبتموه من الآب بإسمي يعطيكم " هوذا أنا
أطلب . أنا يا رب سأتمسك بجميع وعودك ، و أطالبك بها ... علي الأقل
سأتمسك منها بقولك " ... أعطيكم قلباً جديداً ، و أجعل روحاً جديدة في
داخلكم . و أنزع قلب الحجر من لحمكم ، و أعطيكم قلب لحم . و أجعل روحي
في داخلكم . و أجعلكم تسلكون في فرائضي ، و تحفظون أحكامي ، و تعملون
بها " . أين هذه الوعود بالنسبة إلي أنا يا رب ؟ هوذا أنا واقف هنا ، ممسكاً
بقرون المذبح ... الذين يصلون دقيقتين ثم يمضون ، أنا لست واحداً منهم . أنا
مرابط لك هنا يا رب . لن أترك صلاتي ، حتي أخرج منها و قد أنعمت علي بالتوبة
و أرجعتني إليك . و مع ذلك أغفر لي يا رب جرأتي ، فأنا إبن صغير لك ، و إن كنت
قد ضللت . عاملني كإبن صغير لا يعرف شيئاً . و أنت - كأب شفوق - تعرف كيف
تعطي أولادك عطايا حسنة سامحني يا رب إن كنت أصلي بدون حرارة . فإنا
أصلي بالفراغ الذي في قلبي . و أنت الذي تعطيني الحرارة . و أنت الذي
تسكب نارك المقدسة في قلبي ... خذ صلاتي كما هي ، بنقصها ، فالأمور لا
تبدأ كاملة . و الكمال هو من عندك . أنا أصلي ، و لو بدون روح ! و أنت تمنحني
الروح من عندك . هل أخطي و أقول لك يا رب ، إنني بذراعي البشري و بإرادتي
المنحلة ، سأتحول إلي إنسان روحي ! كلا ، إنما بقوتك ، و بركتك ، و نعمتك ، و
روحك القدوس ، ساصير في الصورة التي تريدها لي ، بقيادتك أنت : تمسك
يدي ، و تقودني خطوة خطوة ، كما تقود طفلاً صغيراً يتعلم المشي ... : أنا
أريدك . أريد أن أرجع إليك . فإنتشلني مما أنا فيه ، و إجذبني إليك مرة أخري .
أنا بدونك لا شئ . لقد فقدت حياتي حينما فقدتك . فقدت لذتي و سعادتي . و
أصبحت حياتي بلا طعم ... أنا يا رب أريد أن أرجع إليك . و لكن " أعائي قد اعتزوا
أكثر مني " . إنهم " يتهللون إن أنا زللت " . " و كثيرون يقولون لنفسي ليس له
خلاص بالهه ". لقد فقدت قوتي لما بعدت عنك ، فأعطني قوة من عندك .
أعطني المعونة الإلهية التي بها أرجع إليك . إلق نفسك أمام الله ، صارع معه .
و قل له : سوف لا أقوم من ههنا ، إلا و قد أخذت منك بركة خاصة ، و شعرت
أنك أرجعتني إليك و حسبتني من أولادك . لست أريد فقط أن تغفر لي خطيتي
، إنما أريد أن تنزع من قلبي كل محبة للخطية علي الإطلاق ... لا استطيع أن
أرجع إليك ، و محبة الخطية في قلبي . فماذا أفعل ؟ هل أنتظر إلي أن تزول
محبة الخطية من قلبي ، ثم أرجع إليك ؟ بينما لا يمكن أن أتخلص منها إلا بك
...! ها أنا اَتيك بخطيتي كما أنا . و أنت الذي تنزعها مني . لو كنت أقدر أن أترك
محبة الخطية ، لرجعت إليك منذ زمان . فخلصني أنت منها ، لتقودني في موكب
نصرتك . إنزع محبتها من قلبي ، و إنزع سيطرتها من إرادتي ... " انضح علي
بزوفك فأطهر ،و أغسلني فأبيض أكثر من الثلج " كما أعطيتني يا رب الوصية ،
أعطني القوة علي تنفيذها
كتاب الرجوع الى الله
لقداسه البابا شنوده الُثالث
اذكرونى فى صلواتكم