ثم سأله الفريسيون والكتبة: لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ، بل يأكلون خبزًا بأيدٍ غير مغسولة؟ ( مر 7: 5 )
يبدأ الأصحاح السابع من بشارة مرقس بمجيء القادة الدينيين إلى المسيح، لا بدافع شعورهم بحاجتهم إليه وإلى نعمته، ولكن ليقاوموه، ويمسكوا عليه اخطاء، وقد أمسكوا على تلاميذه أنهم يأكلون خبزًا بأيدٍ غير مغسولة. لقد كانت ديانة هؤلاء القوم هي في التمسك بتقليد الشيوخ والقيام بطقوس ومراسيم خارجية، يمكن لأي شخص أن يقوم بها، تعطي لهم صيتًا حسنًا أمام الناس، ولكنها تترك قلوبهم بعيدة عن الله، فهي:
أولاً: تُعلِّم الناس الرياء، كما هو مكتوب في سفر إشعياء «هذا الشعب يكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيدًا». الرياء هو التظاهر بغير الحقيقة، فبطقوسهم يُظهرون التقوى أمام الناس، وبكلماتهم يُظهرون الغيرة لله، ولكن قلوبهم مُبتعدة عنه ( إش 29: 13 ).
ثانيًا: يبيِّن الرب لهم أن ديانتهم باطلة ولا قيمة لها في نظر الله، بالرغم من أنها قد تُعطي أصحابها صورة التقوى أمام الناس «باطلاً يعبدونني وهم يُعلِّمون تعاليم هي وصايا الناس» ( مر 7: 7 ).
ثالثًا: بديانتهم هذه يتركون وصية الله ويتمسكون بتقليد الناس. ويعطي الرب مثلاً لهذا الشر العظيم، وهو أن كلمة الله تعطي تعليمات صريحة للأبناء بأن يكرموا والديهم، ولكن هؤلاء القوم المُرائين يتبعون تقليدًا مخالفًا لوصية الله إذ يوصون الأبناء بأن يقدموا قربانًا لله بدلاً من مساعدة والديهم المحتاجين، وبهذا يُبطلون كلام الله بتقليدهم ( مر 7: 9 - 13).
وبعد أن كشف الرب عن رياء ديانة الجسد المظهرية، أعلن الرب على مسامع كل الجمع أن مصدر النجاسة هو من الداخل وليس من الخارج. غسل الأيدي والكؤوس والأباريق تتعامل مع الدَنَس الخارجي، ولكن مصدر الدَنَس الروحي هو من الشر الداخلي في القلب. صحيح قد يكون للمؤثرات الخارجية دور في تحريك الشهوة داخله، ولكن هذا نتيجة وجود نبع شرير في الداخل. وعندما انفرد الرب بالتلاميذ توسَّع في شرح هذا الأمر مُبينًا لهم أن كل أنواع الشرور تنبع من الأصل الفاسد في الداخل.
.. إن حالة القلب أمام الله هي التي لها الأهمية العُظمى، والتطهير يجب أن يكون للقلب «طهَّر بالإيمان قلوبهم» ( أع 15: 9 ). «ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» ( 1يو 1: 7 ).
اعطنا يارب ان نهتم بطهاره قلوبنا وافكارنا وان تكون صلواتنا من قلوبنا ولا نكرمك بشفاهنا كما فعل المراؤون.
+++