قال القديس انطونيوس
" كثيرون يسقطون ثم يقومون الي حالة من الصحة والاستقامة ولكن يوجد من يسقطون من أعمال صالحة الي أشياء دنسة ونجسة ، فالذي يسقط ثم يقوم أفضل من الذي يقوم ثم يسقط .
+ قال ما أسحق :
اذكر عظم خطايا القدماء الذين سقطوا ثم تابوا ومقدار الشرف والكرامة اللذين نالوها من التوبة بعد ذلك لكيما تتعزي في توبتك .
+ قال القديس موسي الأسود :
الذين يريدون أن يقتنوا الصلاح وفيهم خوف الله فأنهم اذا عثروا لا ييأسون بل سرعان ما يقومون من عثرتهم وهم في نشاط واهتمام أكثر بالعمال الصالحة .
+ .
+ قال أنبا ايليا :
" أي مقدرة للخطية حيث تكون التوبة " .
+ سئل شيخ :
" ان كان الله يقبل توبة الخطاة . فرد علي سائله قائلا : " أخرني أيها الحبيب لو أن ثوبك تمزق ، فهل كنت ترميه ؟ قال : " لا ، ولكني أخيطه وألبسه : . فقال الشيخ :
" ان كنت أنت تشفق علي ثوبك الذي لا يحبا ولا يتنفس ، فكيف لا يشفق الله علي خليقته التي تحيا وتتنفس ؟ .
+ سأل احد الاخوة الأب بيمين قائلا :
" يا أبي ، ان وقع انسان في خطيئة ورجع ، فهل يغفر الله له ؟ "
فقال له الشيخ :
" ان كان الله قد أمر الناس بأن يفعلوا هذا ، أفما يفعله هو ؟ نعم ، بل وأكثر بما لا يقاس ، اذ هو نفسه الذي أوصي بطرس بهذا عندما.
قال له :
أن اخطأ الي اخي سبع مرات أأغفر له ؟
فقال له سيدنا المتحنن :
" لا أقول لك سبع مرات بل الي سبعين مرة سبع مرات .
+ سئل القديس باسيليوس :
" كيف يكون حال من صعب عليه اتمام قانون التوبة ؟
" فأجاب وقال :
" حال ذاك يجب ان تكون حكاتل ابن مريض وفي شدة الموت بالنسبة لأبيه الخبير بصناعة الطب والذي يرغب في مداواته ، فلمعرفته بصعوبة وصف الأدوية والتعب الكثير في ثناعتها ، وبخبرة أبيه في الطب ، ولأن قلبه يطيب بمحبة أبيه له ، ولرغبته كذلك في الشفاء ، فكل هذه العوامل تجعله يرسخ لمداواته فيمكنه من نفسه أن يتداوي ويحيا ، كذلك يصعب عليه قانون التوبة ، فليترك الأمر بين يدي معلمه " .
+ سأل أخ الأب شيشوي قائلا :
" ماذا أفعل يا أبتاه ، فقد سقطت ؟
قال له الشيخ :
" انهض أيضاً قال الأخ : " نهضت ثم سقطت ثانية : ،
فأجابه الشيخ :
" أنهض أيضاً " ، فقال الأخ " " الي متي أيها الأب ؟ "
فقال له :
" الي أن يؤخذ ، أما في الخير واما في السقطة ، لأن الانسان فيما يوجد فيه يؤخذ " .
+ قال بعض الشيوخ :
" احرص بكل جهدك لئلا تسقط ، لأن الوقوع لا يليق بالمجاهد القوي ، فان عرض لك أن تقع ، للوقت اطفر واستمر في الجهاد ، ولو عرض لك ربوات من المرات لتربح النعمة ربوات من الدفعات ، وليكن ذلك – أعني النهوض والقيام – الي حين موتك ، لأنه مكتوب :
ان سقط البار سبع مرات في النهار – يعني طول الدهر السباعي – فأنه يقوم سبع دفعات ، انك تحسب مع القائلين ما دمت ممسكا بسلاح التوبة بدموع ، فتذرع بهذه الوسيلة الي الله لأنك وان سقطت ، فانك تمدح بالاكثر ما دمت ملازما للرهبان ، مثل جندي شجاع يقبل الضربات مواجهة ، حتي ولا في حال ضربهم اياك أن تتراخي ووباعد ، ولكت أن انفصلت عن الرهبان فانك تضرب علي ظهرك كهارب جبان طارح سلاحه " .
+
توبة امرأتين
وحدثنا ( شيخ ) عن أحد الأساقفة ، أن أقواما علمانيين ، عرفوا الأسقف عن أمرأتين مؤمنتين ، يتصرفان في غير سيرة العفة . فتألم الأسقف بسببهما ، وأدام التضرع الي الله اسمه طالبا اليه أن يعرفه حقيقة ما قد سمع ، فنال ذلك . وهو انه بعد القداس ، أبصر نفوس الذين تقدموا لينالوا الأسرار الالهية ، وتأمل كل واحد وأبصر وجوه الخطاة سوداء ، ومنهم من كان محترقا ، ومنهم من عيناه كمثل النار مبقعة بلون الدم . ورأي آخرين وجوههم بهية ، وأفواههم بيضاء . ورأي قوما لما أخذوا جسد ربنا أضاءت أجسادهم . وكان فيهم آخرين مضيئين , وأذ أخذوا جسد ربنا أضاءت أجسادهم . وكان فيهم قوم من أصحاب السيرة الرهبانية وآخرين من أصحاب السيرة الزوجية ثم تقدم الي النساء ليعطيهم السرائر المقدسة ، فرأهن عليتلك الحال . واذ نظر الي المرأتين اللتين ثلبوهما عنده . وعند دخولهما ليأخذا جسد المسيح صارتا أيضاً لامعتين بضوئهما . فعاد الأسقف الابتهال الي الله طالبا أن يعرفه معني ما كشفه . واذ ملاكا ظهر له
وقال :
أما المرأتين اللتين عرفوك بهما ، فان الذي قيل عنهما صحيح وأنهما فكرتا في خطاياهما ورجعتا الي الله بقلب صالح متضع ، وابتعدتا عن خطيئتهما ورجعتا بالدموع والسهر والتضرع والاقرار بالخطايا . فقبل الرب توبتهما ، وانهما في طريق العفة والصدقة والمحبة لله .
فقال الأسقف للملاك :
" أنا متعجب كثيرا ، ليس من انتقال المرأتين ، لأن هذا قد صار لكثير من الناس . لكن تعجيبي من موهبة الله اذ لم يجلب عليهما العقوبات فقط ، لكنه أهلهما لمثل هذه النعمة . فقال له الملاك : أمنا أنت فانك انسان وأما سيدنا والهنا فهو بالطبع صالح ومتحنن علي الذين يكفون عن خطاياهم ويرجعون اليه ساجدين معترفين ، ليس من شأنه ان يرسلهم الي العذاب ، يسكن عنهم رجزه وغضبه ويمنحهم كرامته لأنه أحب الناس هذا الحب حتي بذل ابنه الحبيب من اجلهم . وأن كان أهل العالم أعداء له ، اختار ان يموت عنهم أفما يليق به علي الأمر الأكثر اذا رجعوا وندموا علي ما فعلوه ان يزيل عنهم العقوبات ويهب لهم الخيرات المعدة . وأعلم أن رحمته تغلب علي خطايا البشر ، اذا عادوا وتابوا عنها لأنه لم يزل رحوما عارفا بضعف البشر ، فلذلك مغفرته واسعة .
فقال الأسقف :
اشتهي ان تعرفني اخترف وجوه الشعب عندما أتوا لأخذ الأسرار المقدسة .
فقال الملاك :
أما الذين وجوههم بهية فهم أصحاب العفة والطهارة والعدل ، وهم ودعاء ورحومون .وأما المسودو الوجوه فهم أصحاب الزنا والفسق .وأما الذين وجوههم وعيونهم مبقعة ، فهم اصحاب الخبث والضجر والوقيعه والافتراء
ثم قال الملاك للأسقف :
ان كنت تؤثر خلاصهم ، فعرفهم بعظاتك وردهم الي التوبة . لينتقلوا من سوء الاعمال الي سيدنا يسوع المسيح الهنا ، الذي مات عنهم وقام من الموت ، واجتهد واحرص في العناية ، وعلمهم ان لا يقطع أحد منهم أيامه من رحمة سيدنا يسوع المسيح الذي له المجد الي ابد الآبدين .
+